و(الأصول) جمع أصل وهو ما عرف حكم غيره به. و(النهى) جمع نهية وهي(_( ) في (ب): وهو ._) العقل، و(التقى) اسم بمعنى التقوى وهو(_( ) في (أ): وهي. _) الزهد عن المحارم والمسارعة إلى تأدية اللوازم؛ وفيه اشارة إلى أن العلم النافع لايعطى لغير المتقي لأن وعاء العلم الورع؛ وفي الخبر: (يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء((_( ) مقطع من خبر موقوف من كلام معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أوله: "تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ...الخ" رواه أبو نعيم الأصفهاني في "حلية الأولياء" (1/302 برقم 809 دار الكتب العلمية) وعزاه الشيخ أبو سته محمد بن عمر في "حاشية الترتيب" (1/44) لأبي الشيخ الأصفهاني وابن عبد البر. والله أعلم._)
وفي قوله (شمس الأصول) براعة الاستهلال؛ وهي أن يجعل المتكلم في أول كلامه اشارة إلى مقصوده، وأحسنها مايكون على وجه التورية.
(2)(فأبصروا بنورها المسالكا وجانبوا بسرها المهالكا)
قوله: (فأبصروا) المراد بالبصيرة لابالبصر، والباء في قوله: (بنورها) للسببية أوللمصاحبة، و(الهاء) منه عائدة إلى الأصول لا إلى الشمس كما قد يتوهم، و(المسالك) جمع مسلك وهو مكان السلوك، و(جانبوا) فاعل من المجانبة وهي المباعدة؛ فإن قلت: لم أتيت بفاعل في هذا المقام مع أنه موضوع للمفاعلة غالبا ولم تأت بافتعل مع أنه موضوع للتجنب والاتخاذ ونحوهما؟ قلت: الإتيان بفاعل في هذا الموضع أولى من التعبير بافتعل لكونه أبلغ معنى وأنجح فائدة وأوفى بتأدية المقصود؛ ألا ترى أن المعنى حينئذ كأن المهالك جانبتهم بنفسها بسبب ذلك السر الذي أودع في الأصول فلم تتعرض لهم أصلا وبهذا يظهر لك المقصود و(المهالك) جمع مهلك وهو موضع الهلاك.
(3)(حتى استووا على بساط القرب في حضرة قدسية فى القرب)
صفحه ۳۹