البهجة التوفيقية
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پژوهشگر
د .أحمد زكريا الشلق
ناشر
دارالكتب والوثائق القومية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
1426هـ /2005 م
محل انتشار
القاهرة / مصر
فلم يمض إلا أيام قلائل حتى ورد إليه من الكونت خطاب يخبره فيه أن الأولى له | العدول عن السفر إلى العجم والتوجه إلى مصر لوجود كثير من الفرانساويين بها | تسهل عليهم مساعدته وأرسل يوصي به الفرانساويين المقيمين في القطر المصري | ليقدموه إلى محمد علي باشا الذي كان آخذا وقتئذ في عمل كل ما يعود على | مصر التي اختارها وطنا له من الخير العميم والنفع الجزيل ، وكان يقبل كل من | | يساعده على إنفاذ مشروعاته من حيز الفكر إلى حيز العمل من أي جنس كان | غير مراع في ذلك شيئا سوى مصلحة البلاد المصرية فإنه كان يستعمل الأجانب | للوصول إلى هذه الغايات ويستعين بهم كالآلات لتقدم بلاده في مدارج الكمال | وتأسيس المدارس والمعامل والإسبتاليات وفتح الورش وحفر الترع لتسهيل | الري وغير ذلك . وكان من حسن إدارته أنه متى نشأ من المصريين رجال أكفاء | يقومون بما تقدم حق القيام استغنى بهم عن الأجنبيين وولى مكانهم من نبغ من | المصريين . |
وصول سليمان باشا إلى مصر :
وبمجرد وصول جوابات الكونت دي سيجور إليه ( وكان من ضمنها كتاب | مخصوص لمحمد على باشا ) قام من ساعته قاصدا ثغر الإسكندرية ومنه إلى | القاهرة ولما وصل إليها تقرب إلى محمد علي باشا بواسطة الفرنساويين المقيمين | إذ ذاك بمصر وقدم إليه كتاب الكونت دي سيجور فقابله مقابلة خصوصية | استفسر منه في خلالها عن حقيقة أمره حتى وقف منه على سبب مجيئه إلى مصر | وبعد محاورة طويلة تفرس منه في خلالها الشجاعة والشهامة والصداقة والولاء | عرض عليه أن يستخدمه فقبل منشرح الصدر مستبشرا ببلوغ المأمول حيث | نال ما لم ينله في فرانسا وإيطاليا بعد السعي المديد والعناء الشديد فكانت عاقبة | أمره خيرا وعند حسن الصبر كثيرا ما ينال الصابرون .
صفحه ۹۰