وفي أثناء ذلك عاد على أغا قائد الكتيبة المقدونية ، فخلفه محمد علي باشا في | رياستها ثم بعد أن أخلى الفرنساويون القاهرة بمقتضى الإتفاق الذي أبرم بين | | الجنرال ( منو ) قائد الفرنساوية ، الذي ينسب مؤرخوهم خروجهم من مصر | لسوء إدارته وعدم كفاءته ، وبين الصدر الأعظم والأميرال كيث الإنكليزي في | 25 يونية سنة 1801 . وسافروا إلى بلادهم في أوائل سبتمبر من هذه السنة | وتبعهم الإنكليز ، وعادت بذلك سلطة الباب العالي إلى ما كانت عليه قبل | دخول الفرنساوية ، وعينت الدولة العلية خسرو باشا واليا من قبلها على | الحكومة المصرية في ثاني عشر جمادى الأولى سنة 1216 وكان بها إذ ذاك | من الجنود أربعة آلاف من الأرنؤد ، منهم فرقة تحت قيادة محمد علي باشا ، فلما | توسم فيه الإستعداد لمهمات الأمور وجه إليه التفاته ورقاه تدريجيا حتى وصل في | وقت قريب إلى رتبة ( سرششمه ) أي رئيس فرقة مؤلفة من ثلاثة أو أربعة آلاف | جندي ، ومن ذلك العهد أخذ في استعمال الجند واستمالة قلوبهم إليه للإستعانة | بهم عند سنوح الفرصة .
أما المماليك فكانوا لا يزالون يجادلون ويحاولون الإستقلال ، ويرغبون في | عدم رجوع مصر إلى الباب العالي وصيرورتها كغيرها من الولايات ، فلما بلغ | الدولة هذا الخبر أصدرت أوامرها إلى خسرو باشا بأن يقاتلهم حتى يفنوا عن | آخرهم ، وكانت قوتهم قد ضعفت لوقوع الشحناء بين رئيسيهم ، وهما عثمان | بك البرديسي ومحمد بك الألفي ، اللذان كانا يتنازعان السلطة ويود كل منهما | لو انفرد بها بدون مشارك أو منازع ، فوجه خسرو باشا جماعة من الأرنؤد | ومعهم فرقة محمد علي باشا لمحاربة المماليك بالقرب من الجيزة وكانت الدائرة | فيها على الأرنؤد قبل وصول محمد علي مع فرقته .
صفحه ۳۳