ويصح ذلك أي التشنيع عليهم بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله في كتابه أولها | أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله يقرون أن الله هو الخالق الرازق | المحي المميت المدبر لجميع الأمور والدليل على ذلك قوله تعالى ^ ( قل من يرزقكم | من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت | | ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) ^ وقوله | تعالى ^ ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تتقون قل | من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون الله | قل فأنى تسحرون ) ^ فإذا اعترفوا بذلك ثم توجهوا إلى غير الله يدعونه من دونه | وهو لا يملك كشف الضر عنهم ولا تحويله فلا بد أن يشركوا . . . القاعدة الثانية | أنهم يقولون ما نرجوهم إلا لطلب الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى ونحن نريد | من الله لا منهم ولكن بواسطتهم وشفاعتهم وهذا شرك أيضا والدليل عليه قول | الله تعالى ^ ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء | شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤن الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه | وتعالى عما يشركون ' قال تعالى ' الذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا | ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي | من هو كاذب كفار ) ^ ، فإذا عرفت هذه القاعدة أيضا فاعرف القاعدة الثالثة | وهي أن منهم من طلب الشفاعة من الأصنام ومنهم من تبرا من الأصنام وتعلق | بالصالحين مثل عيسى وأمه والملائكة والدليل على ذلك قوله تعالى ^ ( أولئك | الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون رحمته | ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محظورا ) ^ ورسول الله [ & ] لم | يفرق بين من عبد الأصنام ومن عبد الصالحين بل حكم على الجميع بالكفر | وقاتلهم حتى يكون الدين كلمة الله ، وإذا عرفت هذه القاعدة فعليك بالقاعدة | الرابعة وهي أنهم يخلصون لله في الشدائد وينسون ما يشركون به والدليل على | ذلك قوله ^ ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر | إذا هم يشركون ) ^ وأهل زماننا يخلصون الدعاء في الشدائد لغير الله سبحانه ، فإذا | عرفت هذه القاعدة فسلم القاعدة الخامسة وهي أن المشركين في زمن النبي | أخف شركا من عقلاء مشركي زماننا لأن أولئك يخلصون لله في الشدائد | وهؤلاء يدعون مشايخهم في الشدة والرخاء ولم يعلموا قوله عليه السلام تعرف | إلى الله في الرخاء يعرفك الله في الشدة والله أعلم بالصواب . |
صفحه ۵۱