البهجة التوفيقية
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پژوهشگر
د .أحمد زكريا الشلق
ناشر
دارالكتب والوثائق القومية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
1426هـ /2005 م
محل انتشار
القاهرة / مصر
هذا ولم تشترك الدول الأربع في محاربة محمد علي باشا بل قامت انكلترا | وحدها بهذا العمل وساعدتها النمسا والدولة العلية ببعض من مراكبها | وعساكرها البرية للنزول إلى البر إذا أقتضى الحال ذلك ، وأما دولة البروسيا فلم | يكن لها مراكب إذ ذاك والروسيا لم ترد الابتعاد عن القسطنطينية ولما وصل إلى | سليمان باشا بلاغ الكومودور نابير وعلم بمنشوراته للأهالي أعلن في الحال بجعل | البلاد تحت الأحكام العسكرية وذلك خوفا من قيام الجبليين إتباعا للإنكليز ، | وأدخل في مدينة بيروت العدد الكافي من الجند وأرسل لإبراهيم باشا أن يحضر | | إليه بجيشه الذي كان معسكرا بقرب مدينة ( بعلبك ) ليشتركا في المدافعة عن | موانئ الشام فوصل إبراهيم باشا إلى بيروت وعسكر في ضواحيها وفي أوائل | شهر سبتمبر سنة 1840 وصل الأميرال ( ستوبفورد ) الذي كان يجول بمراكبه | أمام الإسكندرية إلى مياه بيروت ليشترك مع ( الكومودور نابير ) في إطلاق | المدافع على موانئ الشام وفي 10 منه وصلهما العساكر البرية وكانت مؤلفة | من ألف وخمسمائة من البيادة الإنكليزية وثمانية آلاف بين أتراك وأرنؤد .
وفي يوم 11 منه أنزلت هذه العساكر إلى البر في نقطة تبعد نحو ستة أميال في | شمال بيروت ولم يتمكن إبراهيم باشا من منعهم لوجود هذه النقطة تحت حماية | المدافع الإنكليزية وفي ظهر ذلك اليوم وبعد نزول هذه العساكر إلى البر أرسل | إلى سليمان باشا بلاغ من الأميرالين الإنكليزي والنمساوي بأن يخلى مدينة | بيروت حالا فطلب منهم مسافة أربع وعشرين ساعة كي يتداول مع إبراهيم | باشا في هذا الأمر الجلل ، فلم يقبل طلبه وابتدئ في إطلاق المدافع على المدينة | واستمر الإطلاق حتى المساء وابتدئ أيضا في اليوم التالي قبل الفجر ولم ينقطع | إلا بعد هدم أو حرق أغلب المدينة وأحرقت كذلك كل الموانئ الشامية قصد | استخلاصها من محمد علي باشا وإرجاعها إلى الدولة العلية كما كانت ، مع أن | محمد علي باشا لم يأت بأمر يدل على رغبته في الخروج من تحت ظل الراية | العثمانية بل لم يزل مؤكدا إخلاصه وولاءه للدولة ولم يطلب إلا بقاء هذه | الولايات له ولذريته مع تبعيتهم للباب العالي ودفعهم الخراج له اعترافا ببقاء | تلك التبعية ولولا تقلب الأحوال بينه وبين السلطان لتم بينهما الإتفاق على | أحسن وفاق وحقنت دماء العباد ويدل على رغبة الطرفين في ذلك إرسال | الباب العالي ساريم بك أولا وعاكف أفندي ثانيا إلى محمد علي باشا لحل هذه | المسألة .
صفحه ۲۰۳