البهجة التوفيقية

محمد فرید بک d. 1338 AH
159

البهجة التوفيقية

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

پژوهشگر

د .أحمد زكريا الشلق

ناشر

دارالكتب والوثائق القومية

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

1426هـ /2005 م

محل انتشار

القاهرة / مصر

وفي يوم 14 يوليو سنة 1839 أقلع بمراكبه وخرج من الدردانيل قاصدا | ثغر الإسكندرية فشاهده الأميرال ( لالاند ) إذ كان بمراكبه موجودا بالقرب من | البوغاز المذكور ولكن لما كانت أوامره لا تبيح له التعرض لها في سيرها بل منع | القتال فقط ، اكتفى الأميرال الفرنساوي باتباعها ومراقبتها حتى إذا أرادت | القتال منعها طوعا أو كرها وفي أثناء السير اقتربت منه بارجة عثمانية تقل عثمان | باشا وأشارت إليه بالإشارات البحرية أنه يريد الإجتماع بالأميرال فنزل | الأميرال بنفسه إلى البارحة ووجد عثمان باشا في انتظاره وبعد أن تحادثا مليا عن | موت السلطان محمود قال له عثمان باشا إن موته لم يكن عاديا بل هو ناشئ عن | دسائس خسرو باشا وخليل باشا صهر السلطان ، ولذلك قدم عزم هو وأحمد | باشا قبودان على السفر إلى جزيرة ( كريد ) للمخابرة مع حافظ باشا قائد | الجيوش البرية في الأناضول ومع محمد علي باشا والي مصر لإبرام تحالف بينهم | على طرد الصدر الأعظم خسرو باشا وشيعته وتولية مهام الدولة إلى من يوثق | به من الرجال ، فحصل للأميرال ( لالاند ) من هذا الكلام دهشة وتوجس خيفة | من سوء عاقبة هذا المشروع ونتائجه الوخيمة فبذل جهده في إرجاعه عنه .

ولما لم يجد منه أذنا صاغية وكانت الأوامر المرسلة إليه من حكومته لا تبيح له | منعه نصحه بأن يسافر إلى جزيرة ( رودس ) التابعة للدولة العلية لأن جزيرة | ( كريد ) كانت إذ ذاك تابعة لمصر ولا يجوز له أن يذهب لها فوعده عثمان باشا | بذلك وأقلع إلى جهة الجنوب فظن الأميرال ( لالاند ) أنه مسافر إلى ( رودس ) | ولذلك كف عن مراقبته وأرسل سفينة واحدة لمرافقته . وفي الحال أيضا أرسل | أحد ضباطه إلى إسلامبول لتبليغ سفير فرنسا ما حصل فوصل هذا الضابط في | 7 يونيو وأخبر السفير بسفر الدونانمة إلى جزيرة ( رودس ) كما كان يظن | الأميرال ( لالاند ) فأخبر السفير في الحال الباب العالي لأخذ الاحتياطات اللازمة | وكذلك أخبر باقي السفراء ثم بعد هذا بقليل وصلهم خبر وصول الدونانمة | المذكورة إلى الإسكندرية فكان له تأثير مكدر بين رؤساء الدولة وسفراء الدول | ذات الشأن لأن الدولة العلية بهذه الكيفية لا تثق بأحد من قوادها فكأنها لا | جيش ولا دونانمة لها .

صفحه ۱۹۱