مرحبا به ما دمنا في وسط لا يعرف كيفية معاملة المرأة ولا يستطيع احترامها. ولكن كيف نلوم الرجل على كلامه ونظراته ما دام رجل اليوم صنع امرأة الأمس؟ هكذا علمته أمه وإن لم تعلمه ذلك فإنها لم ترشده إلى ما يفضله، ولا ذنب لها؛ لأن قصورها في جهلها لم يكن إلا نتيجة اتفاق أبيها وزوجها على جعلها عبدة.
لا لوم على أبناء تلك الأمهات، إلا أن مستقبلنا صالح؛ لأن حاضرنا مملوء بالآمال الطيبات. النشء تتنازعه طبائع الوراثة ومؤثرات العصر وعواصف الفوضى المهاجمة قديم التقاليد من كل ناحية. ولكنه ينشد الصراط السوي ويصغي إلى صوت الإصلاح. فارفعي صوتك، يا سيدتي، ولا تيأسي! قولي بصراحتك، واكتبي بشجاعتك! جاهري ولا تصمتي!
إن البذرة التي تزرعها اليوم يد الزارع تنبت سنبلة في كيانها حياة الغد وما يتبعه من الأيام. وعندما تخضر المروج بنصرة الرجاء فتتماوج فوق غلتها نسمات الحياة، إذ ذاك سيسمع المستقبل صدى جميلا يردد أبيات الأمير شوقي:
صدح أيا ملك الكنا
ر ويا أمير البلبل
صبرا لما تشقى به
أو ما بدا لك فافعل
3
فتجيب الأصداء الجديدة. لقد فعلت ! لقد فعلت!
مي
صفحه نامشخص