ويظهر أن البغداديين قد جدوا بعد إنشاء المدرسة النظامية بإنشاء المدارس على نمطها، حتى صارت تعد المدارس الكبيرة في بغداد بالعشرات. قال ابن جبير: «والمدارس بها نحو الثلاثين، وهي كلها بالشرقية، وما منها مدرسة إلا وهي يقصر القصر البديع عنها، وأعظمها وأشهرها النظامية ...»
مدرسة مرجان:
ذكرنا سالفا أن مرجان كان مملوكا روميا للسلطان أويس الجلائري، وأنه أنشأ هذه المدرسة ورصد لها الأوقاف الكثيرة، وألحق بها مسجدا أصبح اليوم مسجدا جامعا، وقد غلب اسم المسجد الجامع على هذه المدرسة، فالناس اليوم يعرفون «جامع مرجان» أكثر مما يعرفون «مدرسة مرجان» مع أن المدرسة كانت هي الأصل.
والمدارس القديمة اليوم في بغداد كلها متصلة بالمساجد، وهي كثيرة تدرس فيها العلوم الشرعية واللسانية وبعض العلوم الكونية، وقد يكون للمدرسة الواحدة منها أكثر من مدرس واحد. وكل المدارس القديمة ببغداد دينية ومناهجها تابعة للتقاليد القديمة، عدا دار العلوم الدينية والعربية، فإنها مؤسسة على النمط الحديث، وتتألف من قسم ثانوي وقسم عال، وتدرس فيها مع العلوم الدينية والعلوم اللسانية علوم أخرى لا يمكن أن يستغني عنها علماء الدين في هذا العصر؛ مثل: علم الاجتماع ، وعلم النفس، وأصول التعليم، وغيرها. وأكثر طلابها يعيشون على نفقة مديرية الأوقاف العامة. وهذه المدرسة واقعة إلى جوار مشهد الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
أما المدارس الحديثة فقد بدئ بإنشائها في بغداد على عهد الوالي مدحة باشا، ولكنها كانت قليلة، ولغة التدريس فيها هي اللغة التركية. ولما أنشئت الحكومة الوطنية وجهت جل عنايتها إلى الإكثار من هذه المدارس على اختلاف مراحلها من ابتدائية وثانوية وعالية. ففي سنة 1942-1943 الدراسية بلغت مدارس الأحداث في بغداد 25 مدرسة يقوم بالتعليم فيها 166 معلمة، وهذه المدارس تجمع بين جدرانها البنات والبنين. وبلغت المدارس الابتدائية في السنة نفسها عدا مدارس الأحدث 95 مدرسة منها 31 مدرسة للإناث يقوم بالتعليم فيها 707 من المعلمين والمعلمات، وبلغت المدارس المتوسطة والإعدادية عشرين مدرسة، ثمان منها للإناث، يقوم بالتدريس فيها 200 مدرس ومدرسة. وفي العاصمة سبع من دور المعلمين والمعلمات، منها ثلاث للمعلمات وواحدة عالية، يتألف طلابها من الجنسين، وهناك مدرسة للصنائع وأخرى للزراعة وأخرى للفنون البيتية. وفي بغداد من المدارس العالية - عدا دار المعلمين العالية - كلية للحقوق وكلية للطب وكلية للصيدلة وكلية للهندسة وكلية لتخريج الضباط تابعة للجيش، وقد وضع تصميم لإنشاء كلية عالية لتخريج ضباط الشرطة.
هذه هي المدارس التابعة لوزارة المعارف مباشرة، أما المدارس الأهلية الابتدائية فتبلغ 42 مدرسة منها 19 للإناث يقوم على التعليم فيها 344 معلما ومعلمة، وبلغت المدارس المتوسطة والإعدادية الأهلية 16 مدرسة منها 3 للإناث يقوم على التدريس فيها 107 من المدرسين والمدرسات، وفي بغداد مدرستان ابتدائيتان أجنبيتان وسبع متوسطات وإعداديات يقوم على التدريس فيها 57 مدرسا ومدرسة.
ومجموع طلاب المدارس في العاصمة يبلغ زهاء 30 ألف طالب وطالبة، ومجموع طلاب المدارس الرسمية في العراق لسنة 942-943 زهاء 105 آلاف، ومجموع المدارس الرسمية 863 مدرسة يقوم بالتدريس فيها 4647 مدرسا.
وبلغت حصة المعارف في ميزانية الدولة لسنة 943-944 و110 و1204 و2 من الدنانير وهي أكثر من عشر ميزانية الدولة.
الفصل الرابع
المتاحف
صفحه نامشخص