فصل [في حكم الاجتهاد] والاجتهاد فرض عين على كل أهل مصر حتى يقوم به البعض فيصير فرض كفاية، وإنما قلنا: أنه فرض لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}(1) وقوله تعالى: {أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين}(2) ولقوله تعالى: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}(3) وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) (4) ولقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((اطلبوا العلم ولو بالصين)) (5) وقلنا: فرض كفاية إذا قد قام به البعض لقوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}(6) فأخبر تعالى أن هناك مؤمنين لم يؤتوا العلم، وسماهم تعالى مؤمنين مرفوعين بمعرفتهم ما لا يكونون مؤمنين إلا به من جمل الإسلام ومعرفة كيفية تفصيل الأعمال من أفواه العلماء من دون معرفة دليل كل مسألة ووجهها.
صفحه ۱۲۲