وأهل البيت المرادون في قوله تعالى:[ ] {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}(2) هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وفاطمة رضي الله عنها والحسن والحسين رضي الله عنهما ومن تفرع عن علي وفاطمة عليهما السلام خلف بعد سلف إلى يوم القيامة، فالأربعة المعصومون معه صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل البيت المرادون في آية التطهير بدلالة حديث الكساء وهو متواتر بروايات أهل البيت عليهم السلام وغيرهم من الأمة وهو أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما نزلت الآية الكريمة آية التطهير أمر صلى الله عليه وآله وسلم بكساء خيبري فجلله نفسه [ صلى الله عليه وآله وسلم ] وعليا عليه السلام وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين عليهما السلام وكان جبريل عليه السلام معهم سادسهم، ثم قال [صلى الله عليه وآله وسلم] : ((اللهم إن هؤلاء عترتي وخاصتي أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا [20ب] صلوات الله عليهم أجمعين، ومنع صلى الله عليه وآله وسلم أم سلمة لما قالت: وأنا معكم يا رسول الله. فقال: لا، إنك مع خير إنك على خير)) وإنما منعها صلى الله عليه وآله وسلم وهي من نسائه صلى الله عليه وآله وسلم يتبين أن المقصود بالآية هو [صلى الله عليه وآله وسلم] وعترته وذريته وأبو ذريته علي عليه السلام فحسب، ولا دلالة في الآية على دخولهن ولا أنهن المقصودات لتذكير الصيغ في قوله تعالى: {ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم} ولم يقل تعالى [ ]"ويطهركن"(1) بالتأنيث كما قال تعالى {واذكرن} حين قصدهن تعالى، وقلنا من تفرع منهم مرادون في آية التطهير بدلالة آية المودة وهي قوله تعالى {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} وولد الولد ما تناسل من أقرب من يكون بإجماع أهل اللغة وأهل الشرع، وحقيقة أهل بيت الإنسان بإجماع أهل اللغة والشرع هم ذريته وذرية ذريته ما تناسلوا ، فلا تصرف إلى غيرهم إلا مجازا، فدلت عليهم آية التطهير بظاهرها القطعي؛ إذ أهل البيت فيها -أعني الآية- هم الولد وولد الولد ما نزل، فكانوا داخلين تحتها، وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) والعترة بإجماع أهل اللغة هي الولد وولد الولد ما تناسلوا، لأنها عندهم مشتقة من العشيرة وهي الكرمة يخرج منها غصن، ثم يخرج من ذلك الغصن اثنان أو ثلاثة أو أكثر ومن جملته العناقيد التمر، وسمي الولد وولد الولد ما نزل: عترة للأصل وهو الجد لا يأتيه سبحانه ال...هم منه، والعرب تسمي أغصان الشجرة والنبات عترة للشجرة لكون الله سبحانه أنبتها من الشجرة فسمي بذلك الولد وولد الولد ما نزل؛ لأنهم نبات لأصل، ودخل علي عليه السلام في العترة لحديث الكساء حين لم يكن علي عليه السلام له صلى الله عليه وآله وسلم ولدا وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي)) بعد ذكره صلى الله عليه وآله وسلم للكتاب الذي هو باق إلى يوم القيامة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذكره للعترة عليهم السلام ولأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا)) يعني صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته والكتاب، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((حتى يردا علي الحوض)) يعني صلى الله عليه وآله وسلم يردا عليه يوم القيامة، فدل على أن ذريته وذريتهم ما تناسلوا هم كلهم أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم لأن من المعلوم لكل ذي علم أنهم لا يلازمون القرآن في البقاء إلا خلفا بعد سلف بعد الأربعة المعصومين، فثبت بما تقرر أن ذريته صلى الله عليه وآله وسلم ما تناسلوا هم ذريته صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته، لأن أهل البيت الملازمين الكتاب بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم لا يفارقون الكتاب حتى يلتقيا على الحوض هم الخلف بعد السلف فلو لم يقل كذلك لكذبنا الحديث والعياذ بالله، وتكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفر بإجماع الأمة وما ذكرناه على هذا التنزيل إجماع والله أعلم.
الحجة الرابعة : [الإجماع]
الإجماع، وهو اتفاق المجتهدين العدول من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم داخل فيهم إجماع العترة وإجماع ذريته صلى الله عليه وآله وسلم أهل كل عصر من أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم مع إجماع أهل كل عصر من الأمة [21أ] غيرهم، إذ لا ينعقد إجماع الأمة حجة مع خروجهم عنهم إجماعا، أو اتفاق المجتهدين وغيرهم من العدول من عترته صلى الله عليه وآله وسلم على حكم من الأحكام.
صفحه ۹۲