قلنا: يلزمكم أن تكون موجودة إذ لا يعقل الفرق لغة ولا شرعا ولا عقلا بين ثابت وموجود وما لا دليل عليه لا يصح القول به إجماعا كالمحال.
قالوا: يتعلق علم الله تعالى بثابت.
قلنا: العلم بالشيء قبل وجوده وثبوته صحيح ألا ترى أن أفعالنا يصح أن نعلم بها قبل ثبوتها منا، وأيضا لو كانت ثابتة فالثبوت هو شيء ولا شيء قديم مع الله تعالى، وقد قال تعالى نافيا للأشياء غيره تعالى ومخبرا أنها مخلوقة جميعها:[ ] {الله خالق كل شيء}(1) وقال تعالى مخبرا بنفي ثبوت الإنسان وممتنا عليه وهو من معلوماته تعالى على سبيل التوكيد: [ ] {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}(2) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((كان الله ولا شيء معه))(3) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول ما خلق الله الهواء الذي هو مكان لا في مكان وهو جسم لطيف يحترس ويسكن ثم خلق الله تعالى بعد الهواء الماء ثم خلق الرياح حركت ذلك الماء حتى أزبد ثم خلق النار أحرقت ذلك الزبد ثم خلق الأرض من الحراقة والسماء من الدخان))(4) ولو كانت الأشياء ثابتة أزلية الثبوت لكان مع الله ثان ولما قال -صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أول ما خلق الله تعالى الهواء))(5) فتأمل.
صفحه ۶۰