125

بدر منیر

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

ژانرها

فقه شیعه

قال الإمام الهادي إلى الحق: يحيى بن الحسين -صلوات الله عليه- لمن سأله ما كان عمله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن ينبأ، وهل كان على شريعة عيسى -صلوات الله عليه- أم لا؟ فقال: كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم على ما كان عليه الأنبياء من قبله منذ خلق الله آدم إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم من الإقرار بالله، والتوحيد له، والتعظيم والإجلال، والمعرفة به وبعدله، وأنه ليس كمثله شيء، وأنه خالق كل شيء سبحانه وتعالى، وكان مقرا بالأنبياء كلهم غير جاحد لنبوتهم، وكان صلى الله عليه وآله وسلم ينظر ما يأتي به أهل الكتاب من عظيم محالهم، وقبيح فعالهم الذي ذكره الله سبحانه عنهم وذمهم عليه، فكان ينكر فعلهم ويذم جرأتهم على ربهم ولم يكن صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ التوراة ولا الإنجيل ولا يحسن ترجمتهما، وكان يعيب أفعال الذين يحرفونهما لما يأتون به من الأمر الذي لا يرضاه الله تعالى ويستنكره عقله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن معهم على شريعتهم، وكان في أصل المعرفة بالله تعالى كعيسى -صلوات الله عليه وآله وسلم- عالما مقرا بأن كل ما جاء به موسى وعيسى حق -صلى الله عليهم وسلم جميعا-وهذا قريب مما ذكرنا، وكذلك على ما ذكرنا كان جميع الأنبياء قبل النبوة -صلوات الله عليهم جميعا.

هذا آخر ما أردنا إيضاحه في باب النبوات، والله أعلم بالصواب.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيد الرسل وسيدنا محمد وآله وسلم

صفحه ۱۵۹