البديع في البديع
البديع في البديع
ناشر
دار الجيل
شماره نسخه
الطبعة الأولى ١٤١٠هـ
سال انتشار
١٩٩٠م
لهم منزل قد كان بالبيض كالمها ... فصيح المعاني ثم اصبح أعجما١
ورد عيون الناظرين مهانة ... وقد كان مما يرجع الطرف مكرما
وقال في الإبل "من البسيط":
ألمرضياتك ما أرغمت آنفها ... والهادياتك وهي الشرد الضلل
إذا تضللت من أرض فصلت بها ... كانت هي العز إلا أنها ذلل٢
وقال في الشيب "من الخفيف":
غرة مرة ألا إنما كنـ ... ـت أغر أيام كنت بهيمًا
دقة في الحياة تُدعى جلالًا ... مثل ما سُمي اللديغ سليمًا٣
وقال ابن السماك للرشيد: يا أمير المؤمنين، تواضعك في شرفك أشرف من شرفك. وقال الطائي "من الطويل":
وضل بك المرتاد من حيث يهتدي ... وضرت بك الأيام من حيث تنفع
_________
١ بيض: جمع بيضاء وصف لأحبابه. المها: وصف للبيض، جمع مهاة وهي البقرة الوحشية. وأعجم: أي غير ناطق، مهانة: من الهوان. وأرجعه ورجعه واحد. والطرف: العين، ومكرمًا: اسم مفعول من أكرم. يصف عفاء مغاني أحبابه بعد فراقهم إياه ورحليهم عنه وآثار هذا العفاء في نفس المحب الواله.
٢ المرضيات: جمع مرضية من أرضيته عني، أرغمت: أهنت، من أرغم الله أنفه أي ألصقه بالتراب. آنف: جمع أنف. والهاديات: جمع هادية من هداه الطريق أي أرشده إليه. شرد البعير: نفر فهو شارد وشرود وهم شرد. والضلل: جمع ضالة من الضلال ضد الرشاد، وتضللت: بمعنى نسبت فيها إلى الضلال فكرهت الإقامة بها، أو بمعنى تظلمت، كانت هي -أي الإبل- العز؛ لأنها تنأى بي عن موطن الذل والهوان، والذلل: جمع لناقة ذلول من الذل بالكسر؛ وهو اللين والانقياد.
٣ الغرة: بياض في جبهة الفرس، مرة: من المرارة أي: شديدة الألم للنفس، وأغر: أي أكرم، وغرة كل شيء: أوله، وأكرمه. والفرس البهيم: هو الذي لا يخالط لونه شيء سوى لونه. والدقة: مصدر دق الشيء أي صار دقيقًا، والدقيق ضد الغليظ، ولدغته العقرب فهو ملدوغ ولديغ.
1 / 132