ومن ذلك أنهم طبعوا الكتاب ( الألفاظ الكتابية ) فغيروا وبدلوا في عباراته في محلات كثيرة ، فإذا قال : كما قال الله تعالى ، يغيرون عبارته بقولهم : كما قال القائل ، أو كما قيل ، وهكذا ، وجمعوا مجموعا كبيرا عدة أجزاء ، وأكثرها من كتب المسلمين ، وحذفوا من عباراتهم ما يتعلق بتعظيم دين الإسلام ، وتفخيم حبيب الرحمن ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بل أبدلوا في بعض الأحيان عبارات علماء المسلمين الصحيحة المليحة ، بعباراتهم الفاسدة القبيحة ، وذلك فيما يتعلق بشؤون سيد المرسلين ، ودينه المبين ، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . قال : فأنا أحذر جميع المسلمين من الكتب المطبوعة في المطبعة اليسوعية في بيروت ، ولو كانت من كتب وتآليف المسلمين ، فضلا عن مجاميعهم التي جمعوها وطبعوها مثل المجوع الذي سموه ( مجاني الأدب ) في عدة أجزاء ، فإنهم لا أمانة لهم في النقل ، يحرفون الكلم عن مواضعه ، ويمزجون مضاره بمنافعه ، ويضعون السم في الدسم ، ويبدلون الصحة بالسقم ، فإياك أيها المسلم أن تشتري شيئا من كتبهم ، فإني والله ما أخبرتك إلا عن علم ويقين ، لا عن ظن وتخمين ، وإذا رأيت بعض التقاريض ، باسم بعض علماء المسلمين على بعض كتبهم ، فلا تعبأ بها ، فإنهم إذا ثبت تصرفهم في نفس تلك الكتب ، بالتحريف والتبديل ، وحذف ما لا يوافق مذهبهم ، واثبات ما يوافقه ، وإن خالف دين صاحب ذلك الكتاب ، فما يمنعهم من التصرف من التقاريض على حسب أهوائهم وما يوافق مصلحتهم ، فالحذر من كتبهم الحذر ، وها أنا أنذرتك أيها المسلم ، وقد أعذر من أنذر .
قال الحافظ الذهبي في كتابه ( ميزان الاعتدال في كشف الظنون ) : ومن مطالع الكتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على علي بن أبي طالب ، فإن فيه السب الصريح والخطأ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
صفحه ۵۹