وقوله ( يورث النفاق ) أي يكون التكلم بها من غير ضرر سبب النفاق ، والعياذ بالله ، وذلك كالإفضاء إلى محبة أهل الفارسية ، والبغض لأهل العربية ، وقيل ان التكلم بها من غير ضرورة بنفسه نفاق ، وذلك حيث آثرها على العربية ، وقولكم : أو ليس الشماخي إن كان المراد بالشماخي العالم الموجود الآن بمصر ، قرين السيد مصطفى ، فالرجل قاسم بن سعيد لا العكس ، ولا أعرف حقيقة معرفتهما باللغتين ، وهب أنهما يعرفانها ، فماذا ؟ وهل تسوغ لكم معرفة ما كان ممنوعا عليكم في ذلك ؟ فهم أعلم بحالهم ، وهذه اللغات لا نمنعها من حيث ذاتها ، فإن على كل لغة جيلا من الناس لا يضيق عليهم التكلم بلغتهم ، ويكتفى بالمعاملات والإقرارات ونحوها أن يتكلموا بلغتهم ، حتى ذكر اسم الله على الذبيحة ، وإنما نمنع أمثالكم ، من اختيار غير لسانكم لغير ضرورة ، وهذا النبراس الذي اتفق على مراشده الشيخان المذكوران ، ينادي بصوت حزين على إطراح العربية ، وإيثارها سواها .
صفحه ۴۰