ومن ذلك حديث عبدالله بن عمر عند أحمد ومسلم والنسائي قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال : ( إن هذه لباس الكفار فلا تلبسها ) و المعصفر المصبوغ بالعصفر وهو الشوران ، والحديث نص في المطلوب ، ومن ذلك عن أبي أمامة قال : قلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسرولوا وأتزروا وخالفوا أهل الكتاب ) رواه أحمد والطبراني ، ومن ذلك حديث ركانة عند أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس ) . وفي لفظ البارودي ( العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين ، يعطي يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نور ) .
والقلنسوة بفتح القاف وسكون النون وضم المهملة وفتح الواو ، وقد تبدل ياء مثناه من تحت ، وقد تبدل ألفا فتفتح السين ، فيقال قلنساه ، غشاء مبطن يستر به الرأس ، والمعنى أن المشركين يلبسون القلانس بلا عمائم ، والمسلمون يلبسون عليها العمائم فكان ذلك فرقا مطلوبا ، وأمرا محبوبا ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس عند الديلمي في مسند الفردوس : ( العمائم تيجان العرب ، فإذ وضعوا العمائم وضع الله عزهم ) وفي حديث علي عند القضاعي والديلمي : ( العمائم تيجان العرب ، والاحتباء حيطانها ، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه ) ومن ذلك ما رواه الأربعة وأحمد والحاكم عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في الصلاة ، وأن يغطي الرجل فاه ، قال في النهاية السدل أن يلتحف بثوبه ، ويدخل يديه من داخله فيركع ويسجد وهو كذلك ، قال : وكانت اليهود تفعله فنهو عنه .
صفحه ۲۸