============================================================
ذكر الجواب عن إشكال وقع في كون الطاعون من وخز الجن: ذكر القاضي تاج الدين السبكي) في هجزعه جمعه في الطاعون، بعد أن ذكر حديث أبي موسى المذكور، ما ملخصه(1): لو ثبت هذا الحديث للزم أن لا يقع الطاعون في شهر رمضان، لأن الشياطين تصفد فيه وتغلغل، كما ثبت في الصحيح. قال(2): لكنه قد وقع الطاعون فيه، بل شاهدناه في شهر رمضان اكثر منه في غيره.
ثم أجاب: بأن الحديث ليس فيه أن الشياطين تبطل أعمالها فيه بالكلية، بل يحصل بذلك لها المنع من معظم العمل. قال: ويحتمل أن يقال(3): إنهم طعنوا قبل دخول شهر رمضان، ولم يظهر التاثير إلا بعد دخول شهر رمضبان. قال: وهذا بعيد.
ثم قال: وخطر لي أن يقال: إن تصفيد الشياطين إنما هو عما يترتب عليه من ابن آدم إثم؛ من تحسيتهم الفجور لابن آدم ليقع هو فيه. وأما ما لا يترتب عليه إثم، بل يثاب المرء عليه - كالطاعون مثلا: فلا يمنعون منه، كما لا يمنعون مما لا يترتب عليه إثم ولا ثواب كالاحتلام، انتهى.
وقد تكلم العلماء قديما على هذه المسألة، واستشكلوا تصفيد الشياطين فيه من جهة أخرى، وهي المعاصي؛ كالكبائر(4) وغيرها من بني آدم فيه. قال عيدالله بن احمد: سألت أبي عن هذا(6) الجديث: وقلت له: فالرجل يوسوس له في رمضان ويصرغ؟ فقال: هكذا جاء الحديث(2).
(1) ن: خلصة تحريف. (4) (قال) ليت في ف: (3) (يقال) ليست في ظز (4) في الأصل وظ، ع: الكبائر، دون الكاف، وأثبت ما في ف.
5) (هذا) ليست في ظ (4) ظ: في الحديث.
14
صفحه ۸۲