اقتسر، إنما العاجز من لا يستبد، دع لي الكلام (إلى أسامة)
لقد بقي لنا يا أسامة أن نبلغك وعيد الخليفة ... إذا أنت لم تجبه إلى طلبته فقد أهدر دمك.
أسامة :
أهدر دمي! اخسأ أنت ومن عنه تتوعد، تنذرني بوعيد الخليفة المأفون؟! وي! لعمري لئن بغى علي لتموجن البوادي بكل عربي في صدره نفس يتردد، وليسيلن الوادي قبائل إلى القصرين فهدوهما هدا، وثلوا عرشه ثلا.
مياح :
أراكم يا قوم شر الرسل! متى كان أمير المؤمنين يهم بمنكر كهذا، وبخرق كالذي عنه تنذرون؟! إن ابنة عمي هذه زوجتي بسنة الله ورسوله؛ فهل قام أمير المؤمنين لينقض سنة الله ورسوله؟! لعمري لئن كان كذلك لأهدرت أنا دمه.
أبو علي :
ويحك! يا زعنفة العرب.
أسامة :
خسئت من أحمق ثرثار، أيقال هذا لهذا الفتى؟! لعمري لنقطة دم من دمه لأشرف من دمائكم أجمعين، انصرفوا خبروا خليفتكم بما سمعتم، وافتقدوا زادكم على الأبواب، لقد نحرت لكم أكرم نعمي - حسن ظن بكم وإجلالا لمن أرسلكم - ولكني، وإن غضبت، لا يصرف الغضب نفسي عن الجود، اذهبوا على بركة الله، ولا تحملونا على أذاكم بما تهترون.
صفحه نامشخص