وقد اختلفوا أيضا في سبب التحديد، وهو مائة مدفع ومدفع؛ فمنهم من قال: إن الغرض مائة مدفع فقط، والمدفع الزائد للتأكيد، ومثال ذلك قول العامة في كفارة اليمين «ثلاثة أيام وثلث»، وقال بعض اللغويين: إن العدد لا مفهوم له، والمراد التكثير؛ كما قال جرير وهو يعد أبناءه:
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية
لولا رجاؤك قد قتلت أولادي
وقال بعض العدليين القدماء: إن الغرض من زيادة المدفع هو التيقن من أنها مائة لا شك فيها؛ ليكون استقلالا لا شك فيه، وقال عفريت من الجن: إن المائة مدفع الأساسية هي بشرى الاستقلال، والمدفع الزائد بشرى النصف الزائد، والغرض هو التأمين على قول أنصار مشروع ملنرانه «استقلال ونصف»، والله أعلم بحقيقة المراد.
بقيت كلمة واحدة نقدمها إلى رئيس الوزراء:
ألا يعلم صاحب الدولة أن تصريحات الإنجليز الرسمية كفيلة بمحو ما تترك المدافع في آذاننا ورءوسنا من الوقر والتصديع؟ فإن لم يكن ذلك، أفلا يكون بقاء الاحتلال دليلا على أن المدافع ليس لها من الأثر إلا أنها أصداء، تتراجع في الهواء أو ضوضاء تدوي في الفضاء؟
أيام الشباب
ولم أر كالفحشاء يخزى بها الفتى
ويثلم منها عرضه فيهون
وما كان زين النفس إلا عفافها
صفحه نامشخص