والليالي يبلين كل جديد
عندها الصبر عن لقاي وعندي
زفرات يأكلن قلب الحديد
لا أبالي من ضن عني بوصل
إن قضى الله منك لي يوم جود
فإنك لتبصر من خلال هذا الشعر، رجلا صادق الحب، متين الصبابة، ألح عليه ساقياه بالراح، فتعفف عنها، لا زهدا فيها، ولا نفورا منها، ولكن ذكرى حارة، ولوعات دخيلة، هاجت بصدره، وثارت بلبه؛ إذ ذكر صهباء الثغر ممن يهوى، وخمر الريق ممن يحب.
شغل الشاعر عن الراح بما ذكر من محاسن محبوبه، ولطائف معشوقه، فأخذ يذكر ما فعل الحب بقلبه، ونال الهم من نفسه.
نأسى عليكم إذا حثت مشعشعة
فينا الشمول وغنانا مغنينا
لا أكؤس الراح تبدي من شمائلنا
صفحه نامشخص