سوى أن يرى الروحين يمتزجان
وماذا عسى أن تصنع إذا حاولت بسط هذا المعنى البديع؟ إنك لا بد مفسده إذا أقدمت على هذه المحاولة، ويجب أن تعلم أن الثوب حين يلابس الجسم لا يجمل به بعد ذلك أن يتسع ولا يحسن به أن يضيق، وكذلك الصورة الشعرية حين تلابس المعنى المراد.
وهل تذكر أنك هجرت بعض البيوت غير قال ولا صادف، ثم أقبلت على بعض البيوت غير عاشق ولا وامق، وأنك عجبت لترك حبيبك إرضاء لبغيضك، حين أقبلت على بيت عدوك وأوليت بيت حبيبك الصدود؟ وهل تجد في مثل هذا الموقف أجمل من قول الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل
حذر العدى وبه الفؤاد موكل
أصبحت أمنحك الصدود وإنني
قسما إليك مع الصدود لأميل
فصددت عنك وما صددت لبغضة
أخشى مقالة كاشح لا يعقل
وتجنبي بيت الحبيب أوده
صفحه نامشخص