ولما قدم الرشيد الرقة، أظهر أبو العتاهية الزهد والتصوف، وترك الغزل، فأمره الرشيد أن يتغزل، فأبى، فأمر بحبسه، ثم نمى إليه بعد أيام أنه سمعه يتغنى بقوله:
خليلي ما لي لا تزال مضرتي
تكون على الأقدار حتما من الحتم
كفاك بحق الله ما قد ظلمتني
فهذا مقام المستجير من الظلم
ألا في سبيل الله جسمي وقوتي
ألا مسعد حتى أنوح على جسمي
فأمر بإحضاره وقال: بالأمس ينهاك أمير المؤمنين المهدي عن الغزل فتأبى إلا لجاجا ومحكا، واليوم آمرك به فتأبى جرءة وإقداما.
فقال: يا أمير المؤمنين إن الحسنات يذهبن السيئات.
كنت أقول الغزل ولي شباب وجدة، وبي حراك وقوة، وأنا اليوم شيخ ضعيف لا يحسن بمثلي التصابي.
صفحه نامشخص