ذكرنا آنفا كيف أن تولستوي نبذ الاعتقاد القائل بالاستئثار الشخصي، وأراد أن يقسم أملاكه بين فلاحيه ويشتغل كواحد منهم، فكأنه بذلك يعزز رأي أبي العلاء القائل:
كيف لا يشرك المضيقين في النع
مة قوم عليهم النعماء
وأقواله في هذا المعنى كثيرة يقف عليها القارئ في أكثر (لزومياته).
إلى هنا ننتهي من المقارنة بين أفكار بطلي القرن التاسع والقرن العشرين بعد الميلاد، وإلى هذا الحد نكون قد أنجزنا ما وعدنا به القارئ من ترجمة حياة فيلسوف روسيا العظيم (الكونت لاون تولستوي) الذي أفل نجم حياته في 20 نوفمبر عام 1910، ليكون على بينة من تاريخ حياة أحد رجال العالم العظماء الذين أفادوا النوع الإنساني بأفكارهم الصالحة، وسيرتهم المبرورة، وسريرتهم الطاهرة.
قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي بك في رثاء الفيلسوف (تولستوي) تجري آية العلم دمعها
عليك ويبكي بائس وفقير
وشعب ضعيف الركن زال نصيره
وما كل يوم للضعيف نصير
ويندب فلاحون أنت منارهم
صفحه نامشخص