باب هادی عشر

علامه حلی d. 726 AH
86

كافية فى وجود الكل ولا حاجة له إلى موجد آخر ضرورة.

وأما ما قيل ان لكل واحد من تلك الأجزاء موجدا متقدما على ما قبل المعلول الأخير ، فهو أولى بأن يكون موجدا للكل. ففساده ظاهر ، لأن ما قبل المعلول الأخير أولى بان يكون موجدا للكل لانه الموجد لجميع اجزائه توزيعا مع أنه أكثر اشتمالا على علل الأجزاء ، وكذا الكلام فيما قبل المعلول الأخير ، وهكذا.

الثالث : ان ذلك الدليل لو تم بجميع مقدماته يلزم تعدد الواجب بل عدم تناهيه ، لان المجموع المركب من جميع الممكنات الموجودة والواجب موجود ممكن لا بد له من موجد ، وموجده لا يكون نفسه ولا جزئه لما ذكر بعينه فلا بد أن يكون خارجا ، والموجود الخارج عن جميع الممكنات والواجب واجب آخر وهكذا. وكذا الكلام فى المركب من الواجب ومعلوله الأول كالعقل الأول ، فإن موجده ليس نفسه ولا جزئه ولا ممكنا آخر ، فتعين أن يكون واجبا آخر ، وهكذا.

لا يقال : امكان المركبات المذكورة إنما هو باعتبار أجزائها الممكنة ، وأما الأجزاء الواجبة فلا دخل لها فى إمكان تلك المركبات ، فالممكن بالحقيقة هو تلك الأجزاء الممكنة وموجدها الأجزاء الواجبة فلا محذور ، بخلاف ما نحن فيه ، فإن اجزاء السلسلة المفروضة ممكنات صرفة.

لانا نقول. المركب من حيث هو مركب ممكن ، سواء كان مركبا من الممكن أولا حتى ان المركب من الواجبين ممكن ، وكذا المركب من الممتنعين ، إذ التحقيق أن التركيب مطلقا يستلزم الإمكان الذاتي ولهذا حكموا بان البساطة من لوازم الوجوب الذاتى.

نعم ، يمكن أن يجاب بأن المركب من الواجب والممكن وإن كان ممكنا لكن لا يحتاج إلى موجد يفيد الوجود لنفسه ، بل يكفيه ما يفيد الوجود لجزئه الممكن ، بخلاف الممكن المركب من الممكنات الصرفة اذ لا بد من موجد يفيد الوجود لنفسه بالضرورة.

الرابع : انهم جعلوا هذا الدليل من الأدلة الغير المفتقرة الى ابطال الدور والتسلسل.

صفحه ۹۲