ثم تزداد الشمس انحطاطا، والظل زيادة. فإذا صارت زيادة الظل على ما كان عليه في نصف النهار فتلك وسط الظهر، وهو الوقت المستحب لصلاة الجماعة.
وإذا صارت الزيادة مثل طول الشخص فذلك آخر وقت الظهر، وهو نفسه أول وقت العصر، يكون مشتركا بينهما.
فإذا زاد الفيء على طول الشخص شيئا خرج وقت الظهر واختص الوقت بالعصر. ثم إذا بلغت زيادة الفيء مثل طول الشخص كان ذلك آخر وقت العصر.
وسميت (1) العصر عصرا باسم الوقت الذي يصلي فيه. والعصر عند العرب العشاء وابتداؤه من وقت امتداد الظلال وانكسار حر النهار. يقال: جئتك عصرا أي عشاء حين راح النهار.
ووقت المغرب إذا غابت الشمس، لا تؤخر (2) عن ذلك إلا لضرورة، ولذلك سميت صلاة المغرب، لأنها تصلى عند مغرب الشمس، وهو مغيبها. يقال: غربت الشمس غروبا ومغربا أيضا.
وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق الأول؛ وهو الحمرة الباقية بعد الشمس في أفق المغرب. وآخر وقتها إذا غاب الشفق الثاني، وهو البياض الباقي بعد الحمرة، وهو يغيب عند مضي ثلث الليل. وقيل: إنه يغيب في نصف الليل، فآخر العشاء على هذا القول نصف الليل.
وأول وقت الصبح إذا طلع الفجر الثاني، وهو البياض الساطع المعترض في الأفق، وآخر وقتها الإسفار الأعلى الذي يقرب من طلوع الشمس.
صفحه ۱۰۹