فقالت علية: إذن فأنت توافقني؟
فقال فؤاد: بغير شك، وأرى أننا مطالبون بأن نؤدي نحوهم واجبنا.
فقالت علية ضاحكة: ولكن من بعيد.
وأضاف صدقي ضاحكا: نعم من بعيد، لا حاجة بنا إلى أن نضم أنفسنا إلى البائسين لكي نواسيهم.
فنظر فؤاد إلى علية صامتا ثم أطرق مفكرا، وتذكر قوية وتعويضة وقال في نفسه: «هل فعلت أنا أكثر من هذا حتى أوجه اللوم إلى علية؟»
وتنبه من تفكيره على صوتها إذ قالت: لست أخشى أن أقول في صراحة إن واجبنا لا يزيد على أن نرحم هؤلاء المساكين ونمد إليهم أيدينا لنخفف عنهم بؤسهم ، ولكن ليس معنى هذا أن نشاطرهم الشقاء، ألا ترضون إلا بأن نكون كذلك من الأشقياء؟
ونظرت إلى صدقي قائلة: ألا توافقني؟
فقال صدقي في حماسة: طبعا.
وقال سعيد ضاحكا: طبعا!
ثم نظر إلى فؤاد قائلا: لا بد من وجود الأحزاب، هكذا الحياة الديمقراطية.
صفحه نامشخص