وبنى له منزلا في موضع سبتة فدعيت باسمه، وتناسلت منه قبائل البربر، واتسعت في بر العدوة إلى أن بلغت إلى فلسطين، وكان ملكهم يسمى جالوت، وكان مجوسيا، وهزمه طالوت، وقتله داود، فانضمت البربر عن فلسطين وعن الديار المصرية واقتصرت من برقة إلى آخر المعمور؛ وسكن أخوه أندلس مقابلا له في انتهاء المعمور فعرفت باسمه " انتهى.
وأكثر بلاد العدوة في الإقليم الثالث، وفيه حضرتها مراكش وما قارب منها الأندلس كسبتة وما قرب منها في الإقليم الرابع.
قال أبن سعيد: " ولا نطالب في هذا البر بما صنعناه في الأندلس فأهل الأندلس إما عرب أو متعربون، قد توارثوا قوام اللسان وحافظوا عليه وأهل بر العدوة أما بربر أو متبربرون ". انتهى.
وفي وصفها يقول لسان الدين بن الخطيب في مقامة وصف البلدان: " قلت: فمدينة سبتة؟ قال: تلك عروس المجلي، وثنية الصباح الأجلى؛
1 / 30