ازهار الریاض در اخبار عیاض

المقری d. 1041 AH
126

ازهار الریاض در اخبار عیاض

أزهار الرياض في أخبار عياض

پژوهشگر

مصطفى السقا (المدرس بجامعة فؤاد الأول) - إبراهيم الإبياري (المدرس بالمدارس الأميرية) - عبد العظيم شلبي (المدرس بالمدارس الأميرية)

ناشر

مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر

محل انتشار

القاهرة

كالمسك الفتيت روحه، ورحمة الله وبركاته. أما بعد فإني أحمد الله الذي إذا استكفى بعزته كفى، وإذا استشفى بكلمته شفى، وإذا سئل بواسع رحمته عفا؛ واصلي على رسوله محمد الكريم المصطفى، وعلى آله وأصحابه، أكرم من نصح له وأخلص ووفى. كتبته إليك يا سيدي عن نفس قلقة، ساهرة أرقه، حاذرة مشفقة، ملهبة بل محترقة؛ وإني اقسم عليك بالرب الذي كرمك بالعز وشرفك، وعرفك من لطائف الفرج بعد الشدة ما عرفك، أن تسعدني على تسكين لوعتي، وتأمين روعتي وتراجع رقادي بعد سهادي، وقضاء حاجة جلت في فؤادي، وتفهمي مراد إشارتي وإشارة مرادي. ومبنى هذه الرسالة إليك على قولهم: " الشفيق مولع بسوء الظن "، ومن منن الله على عبده الوقاية من المتالف جل الله العظيم المن؛ وعلى قول المتنبي: ربما ضر عاشق معشوقا ... ومن البر ما يكون عقوقا والمثل الأول لي والآخر لك، والله ييسر في حفظ مولانا أملي وأملك. وإني أتعجب من مساعتتك على إقامة مولانا بمنزل، هذا المرض به فاش، وهذا الهواء الفسد بين دياره جاء وماش، وسمعت أنَّ حديث السفر لمالقة اثقل عليك من حديث رقيب وعاذل وواش؛ وأنَّ الآراء في ذلك اختلف، ولم يرجع فيها إلى سنن تقدمت وعوائد سلفت؛ والأوائل من المؤمنين ﵏ ما تركوا شيئًا سدى، بل نصبوا كل طريق إلى النجاة علم هدى، وسمعت

1 / 126