يا عماد السالكين، ومحط رحال المستفيدين والمتبركين وثمال الضعفاء والمساكين والمتروكين، في طريقتك يتنافس المتنافس، وعلى أعطافك تزهى العبارات وتروق الدلافس؛ وبكتابك تحيا جوامد الأفهام، وبمذبتك تشرد ذباب الأوهام؛ وفي زنبيلك يدس التالد والطارف، وبعصاك يهش على بدائع المعارف، الله في سالك، ضاقت عليه المسالك؛ وشاد رمي بالبعاد، أدركته متاعب الحرفة، وأقيم من صف أهل الضفة؛ فلا يجد نشاطًا على ما يتعاطى، ولا يلقى اغتباطًا، وإن حل زاوية أو نزل رباطًا؛ أقصى عن أهل القرب والتخصيص، وابتلى بمثل حالة برصيص؛ فأحيل عليك، وتوقفت إقامته على توبة بين يديك؛ فكاتبك استدعاء، واستوهب منك هداية ودعاء؛ ليسير ما سويت، ويتحمل عنك أشتات ما رويت؛ فيلقى الأكفاء الظرفاء عزيزًا، ويباهى بك كل من خاطبك مستجيرًا، فاصرف إلى محيا الرضا، وأعد من إيناسك العهد الذي مضى، ولا تلقى معرضًا ولا معرضًا، واصغ إلى سمعك كما قدر الله وقضى:
تعال نجددها طريقة ساسان ... وعض عليها ما توالى الجديدان