ذكر بعض من تقدم منهم
أخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال: دمشق بناها غلام إبراهيم، عليه السلام، وكان حبشيا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان اسم الغلام دمشق. فسماها على اسمه. وكان إبراهيم جعله على كل شيء له.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر في تفسيرهما عن هلال بن ساف قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: صاحب جريج وعيسى وصاحب الحبشة.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى. وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي فجائته أمه فدعته فقال: أجيبها أو أصلي؟ فقالت أمه: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات. وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج. فأتوه فكسروا صومته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي. قالوا: نبني صومعتك من ذهب. قال: لا، إلا من طين.
وكانت امرأة ترضع ابنا لها، من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه. ثم مر بأمة تجر ويعلب بها فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها فقالت: لم ذاك؟ فقال الرجل: جبار من الجبابرة. وهذه الأمة يقولون لها زنيت وتقول: حسبي الله، ويقولون: سرقت وتقول: حسبي الله».
صفحه ۵۸