كررت فيما يشبه الصراخ: «بايك-سان باي-لايك! النقود التي وعدتني بها يا سيدي. لقد قلت إنك ستعطيني مزيدا من النقود. أريدها الآن، في الحال!» «كيف يمكنني أن أعطيك إياها الآن؟ ستحصلين عليها الشهر القادم. لقد أعطيتك من قبل مائة وخمسين روبية.»
ثار انزعاجه حين بدأت تصرخ قائلة: «بايك-سان باي-لايك!» وعددا من العبارات المشابهة بأعلى صوتها. بدت على شفير حالة هستيرية؛ إذ كان حجم الصخب الآتي منها مزعجا.
صاح قائلا: «الزمي الصمت! سيسمعونك في النادي.» وندم في الحال على وضع الفكرة في رأسها. «حسنا! الآن عرفت ما سيخيفك! أعطني النقود في الحال وإلا سأصرخ طلبا للنجدة وأخرجهم جميعا هنا. هيا الآن وإلا بدأت الصراخ!»
قال: «أيتها السافلة!» وتقدم خطوة نحوها. وثبت بخفة بعيدا عن متناوله، وخلعت نعليها سريعا، ووقفت متحدية إياه. «أسرع! خمسون روبية الآن والباقي غدا. إلي بها! وإلا أطلقت صرخة تصل إلى البازار!»
جعل فلوري يسب، فلم يكن هذا الوقت المناسب لتلك الفضيحة. وأخيرا أخرج محفظته ووجد فيها خمسا وعشرين روبية، فرماها على الأرض. انقضت ما هلا ماي على الأوراق المالية وعدتها. «قلت خمسين روبية يا سيدي!» «كيف يمكنني أن أعطيك خمسين روبية وهي ليست معي؟ هل تعتقدين أنني أسير معي خمسون روبية؟» «قلت خمسين روبية!»
قال بالإنجليزية: «ابتعدي عن طريقي!» ودفعها عن طريقه.
لكن أبت المرأة الدنيئة أن تتركه وشأنه. شرعت تتبعه على الطريق مثل كلب مشاكس، وهي تصيح «بايك-سان باي-لايك! بايك-سان باي-لايك!» كأن الصياح وحده يستطيع أن يوجد النقود. حث السير، لإبعادها عن النادي من ناحية، وعلى أمل التخلص منها من ناحية أخرى، لكنها بدت على استعداد لاتباعه حتى المنزل إذا استدعى الأمر. ثم لم يعد يستطيع الصبر على الأمر بعد مدة، فاستدار لحملها على التراجع. «امضي في الحال! إذا تتبعتني أكثر من ذلك لن تحصلي مني على آنة أخرى قط.» «بايك-سان باي-لايك!»
قال: «ما الجدوى من هذا أيتها الحمقاء؟ كيف أعطيك مالا وليس معي ولو بيسة أخرى؟» «عذر كاذب!»
تحسس عاجزا في جيوبه. كان السأم قد بلغ به مبلغه حتى إنه كان سيعطيها أي شيء ليتخلص منها. وجدت أصابعه علبة سجائره التي كانت من الذهب، فأخرجها. «هل ترحلين إذا أعطيتك هذه؟ يمكنك أن ترهنيها مقابل ثلاثين روبية.»
بدا على ما هلا ماي التفكر في الأمر، ثم قالت عابسة: «أعطني إياها.»
صفحه نامشخص