تنهدت قائلة: «أعتقد حقا أن الكسل في هؤلاء الخدم صار مزعجا جدا. ألا تتفق معي يا سيد ماكجريجور؟ يبدو أننا لم يعد لدينا سلطة على أهل البلد الآن، مع كل هذه الإصلاحات المرعبة، والوقاحة التي يتعلمونها من الجرائد. أوشكوا أن يكونوا في سوء الطبقات الدنيا في الوطن من عدة نواح.» «أعتقد أنهم لا يعادلونهم سوءا. إلا أنني أخشى أن الروح الديموقراطية في سبيلها إلى التسلل لا محالة، حتى إلى هنا.» «منذ فترة قصيرة، قبل الحرب مباشرة، كانوا لطافا ومحترمين للغاية! الطريقة التي يلقون بها التحية حين تمر بهم على الطريق كانت ساحرة جدا بحق. أتذكر حين كنا ندفع لخادمنا اثنتي عشرة روبية في الشهر، وكان ذلك الرجل يحبنا مثل كلب حقا. أما الآن فهم يطلبون أربعين وخمسين روبية، وقد وجدت أن الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بخادم هي التأخر في دفع مرتبه عدة أشهر.» وافقها السيد ماكجريجور الرأي قائلا: «النوع القديم من الخدم في طريقه للاختفاء. كان في أيام شبابي، حين يتصرف واحد من الخدم بقلة احترام، يرسل إلى السجن مع ورقة تقول: «برجاء إعطاء حامله خمس عشرة جلدة.» تلك أيام ذهبت بلا رجعة، على ما أخشى.»
قال ويستفيلد بأسلوبه المغتم: «إنك محق تماما. لن يعود هذا البلد مناسبا للعيش فيه مرة أخرى أبدا. فقد انتهى الراج البريطاني حسبما أرى. فقدنا المستعمرة وما إلى ذلك، وحان الوقت لنجلو عنها.»
هنا سرت همهمة اتفاق من كل من في الحجرة، حتى فلوري، المعروف بآرائه المتمردة، وحتى ماكسويل الذي أمضى بالكاد ثلاث سنوات في البلد. لن ينفي أي إنجليزي يعيش في الهند قط أن الهند في تدهور، ولا حتى ينكر ذلك؛ فالهند، لم تعد كما كانت.
في نفس الوقت نزع إليس الإعلان من خلف ظهر السيد ماكجريجور وناوله إياه، وهو يقول بأسلوبه المستاء: «تفضل يا ماكجريجور، لقد قرأنا هذا الإعلان، ونعتقد جميعا أن فكرة ضم واحد من أهل البلد هي محض ...» - أوشك إليس أن يقول تعبيرا بذيئا لكنه تذكر وجود السيدة لاكرستين وكبح نفسه - «محض هراء. فهذا النادي هو المكان الذي نأتي إليه لنسري عن أنفسنا، ولا نريد أن يأتي أهل البلد للتسكع فيه. نريد أن نشعر أنه ما زال هناك مكان نكون فيه بمعزل عنهم. والجميع متفقون تماما معي في هذا.»
ونظر حوله إلى الآخرين، فقال السيد لاكرستين بصوت أجش: «لا فض فوك!» كان يعلم أن زوجته سوف تخمن أنه كان يعاقر الشراب، وشعر أن إبداء رأي عاقل سوف يغفر له.
تناول السيد ماكجريجور الإعلان مبتسما. رأى حرفي «أ. ل.» مكتوبين قبالة اسمه، وشعر في قرارة نفسه أن سلوك إليس كان مهينا للغاية، لكنه أنهى الأمر بمزحة. كان يبذل مجهودا بالغا ليكون طيب المعشر في النادي كما كان يفعل للحفاظ على وقاره أثناء ساعات العمل. قال: «أعتقد أن صديقنا إليس لا يرحب بصحبة ... آه ... شقيقه الآري؟»
قال إليس في جواب لاذع: «لا، لا أرحب. ولا بشقيقي المنغولي. فإنني، باختصار، لا أحب الزنوج.»
تسمر السيد ماكجريجور عند سماع كلمة «زنوج»، التي أدين استخدامها في الهند. لم يكن متحاملا ضد الشرقيين؛ فقد كان حقا مولعا بهم ولعا شديدا. وكان يعتقد أنهم أكثر الشعوب الحية سحرا، شريطة ألا يمنحوا أي حرية. وكان يؤلمه دوما أن يراهم يهانون جورا.
قال السيد ماكجريجور بلهجة صارمة: «هل من اللائق أن نسمي هؤلاء الناس زنوجا - الكلمة التي بالطبع يستاءون منها أشد الاستياء - في حين أنه من الجلي أنهم ليسوا كذلك؟ فالبورميون منغوليون، والهنود آريون أو دارفيديون، وكلهم متباينون تماما.»
قال إليس الذي لم يتهيب مطلقا من الصفة الرسمية للسيد ماكجريجور: «هراء! سمهم زنوجا أو آريين أو كيفما تشاء. ما أرمي إليه هو أننا لا نريد رؤية أي بشرة سوداء في هذا النادي. وإن طرحت الأمر للتصويت ستجدنا جميعا بلا استثناء ضده.» ثم أردف قائلا: «إلا إذا كان فلوري يريد صديقه العزيز فيراسوامي.»
صفحه نامشخص