وقال ابن زيد: الرحمة الأجر والثواب، وإنما نزلت الآية في قوم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأبى أن يعطيهم لأنه كان يعلم منهم نفقة المال في فساد، فكان يعرض عنهم رغبة في الأجر في منعهم لئلا يعينهم على فسادهم، فأمره الله بأن يقول لهم قولا ميسورا يتضمن الدعاء في الفتح لهم والإصلاح.
وقال بعض أهل التأويل: نزلت الآية في عمار بن ياسر وصنفه.
والميسور: مفعول من اليسر تقول: يسرت لك كذا إذا أعددته.
وقوله: {ولا تعجل يدك} الآية استعير لليد المقبوضة جملة عن الإنفاق المتصلة بالبخل الغل إلى العنق، واستعير لليد التي تستنفد جميع ما عندها غاية البسط ضد الغل.
وكل هذا في إنفاق الخير، وأما إنفاق الفساد فقليله وكثيره حرام، وهذه الآية ينظر إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد)).
صفحه ۲۰۷