وأنت زينة السماء، ولكن السماء منك كمرآة سحرية اطلعت فيها حورية من حور الجنة فأمسكت خيال وجهها في لجة من النور، فأنت خيال وجهها!
وأنت يا قمر ... أنت ملء الوجود، ولكنك أيضا ملء فن الحب ...! •••
أتذكر أيها القمر إذ طلعت لنا في تلك الحديقة ... وتفيأت بنورك عليها فغمرت أرضها وسماءها بروح الخلد، حتى وقع في وهمنا أنك وصلتها من سحر أشعتك بطرف من أطراف الجنة فهي ناحية منها؟
أتذكر وقد رأيتك ثمة قريبا من الحبيبة تصب عليها النور حتى خيل إلي أنها إحدى الحور العين متكئة في جنتها على رفرف خضر
3
وقد وقف لخدمتها قمر؟
أتذكر وقد لمست فكري بضوئك لمسة نور فأظهرتها لي كأنها في جمالها الطاهر شكل ديني وضع ليكون مثالا لعبادة القلب الإنساني؟
أتذكر إذ نزلت علينا بآيات سحرك فخيلت لي أن العالم قد تحول فيها إلى صورة جميلة مرئية أمست لي وحدي، فملكت العالم كله في ساعة من حيث لم أملك إلا الحب؟
أتذكر ساعة جئتها بها من فوق الزمن، وكان فيها للحديقة جو من زهر، وجو من قمر، وجو من امرأة أجمل من القمر والزهر؟ •••
أترى يا قلبي كأن في الوجود الذي حولنا أنوثة وذكورة فهو بالقمر تحت الليل يعبر عن نفسه تعبيرا نسائيا في منتهى الرقة؛ لأنه قوي شديد، وفي غايته التفتر؛ لأنه مشوب متضرم، وفي كمال الدلال؛ لأنه في كمال الإغراء، وفي أقصى الحياء؛ لأنه يبعث بهذا الحياء فيما حوله أقصى الجرأة؟
صفحه نامشخص