وآه كم تتمثلين لي وكأنك لا تزالين في ذلك الموقف ... تحاولين بدلالك وألفاظك أن تدخلي إلى نفسي من غير أن تدخلي، وأراك وما أراك إلا روحي الخارجة عني، فأحاول بأساليب الحب الكثيرة أن أردها إلي، وهي لا بد لها أن تبقى خارجا؛ لأنها جسم آخر! وأنا لا بد لي أن تكون في لأنها روحي الأخرى.
خلد على قلبي ذلك الموقف منك، فلا بد لك ولا بد لي، وبينهما لا بد ثالثة، لا بد من تألمي وعذابي!
قالت وقلت
«هذه رسالة تجمع من كلامها وكلامه مما كان يتساقط به الحديث بينهما، وقد دونها هو في مجالس شتى، وكل فصل من هذه الفصول كان يصلح أن تبنى عليه رسالة طالت أو قصرت». •••
في بعض القصص أن لإحدى الغابات ملكا يحكمها، وكان من شريعتها أن لا يبتوأ عرشها إلا من يذبح الجالس عليه ... فالملك فيها أبدا يقظان منتبه عيناه من سلاحه، ولا يزال السيف في يده مصلتا ولو أن في كل إصبع من أصابعه سيفا قاطعا ثم غفلت عيناه غفلة لما نفعته عشرة أسياف، ولكانت إغماضته الموت لا محالة، ومع هذا الشقاء الحي فإنه يأتي إليه من يذبحه ليجلس في موضعه، أي ليتهيأ للذبح!
أما والله إن عاشق بعض النساء ... لكالجالس على هذا العرش كل لذته من بلائه أنه لم يذبح بعد ...! •••
الموت ينتزع الروح، والهجر يترك الروح كأنها منتزعة، فهو موت لا ينتهي!
أيكون الحب في الحقيقة هو قدرة شخص جميل على تزوير نفسه، وتزوير الكون في نظر شخص آخر؟ •••
قالت له: لم أعدك شيئا!
قال: نعم، لم تعديني بلسانك، ولكن وعدت بما فيك من الشفقة ما ترين في من الاضطرار! •••
صفحه نامشخص