أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
ناشر
طبع على نفقة فاعل خير
محل انتشار
يُهدى ولا يباع
ژانرها
وأصحابه رضوان الله عليهم قال تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ آل عمران: ١٠٤.
لكن طريق الدعوة إلى الله تعالى طريق مليء بالأشواك ولكي تؤتي الدعوة ثمارها الطيبة لابد من اتباع أسس معينة للسير في هذا الطريق:
أولا: العلم، لابد من العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما ولا بد من العلم بحال المأمور، وحال المنهي كما قال عمر بن عبد العزيز: من عبد الله بغير علم كان يفسد أكثر مما يصلح، فإذا علم العبد أن إنكاره لمنكر معين يترتب عليه منكر أكبر فإنه لا يجوز إنكاره وإذا ترتب عليه إزالة معروف أكبر منه لا يجوز الإنكار. كذلك ينبغي قياس المصالح والمفاسد المترتبة، قبل أن نأمر بالمعروف أو ننهى عن المنكر.
ثانيا: الرفق، قال ﷺ «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» البخاري:١/ ٣٧٥،مسلم:٢١٦٥. وقال ﷺ «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم:١٨٢٨. وقال ﷺ «إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» رواه البخاري:١/ ٢٧٨، وكان أصحب ابن مسعود ﵁ إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون لهم: مهلا رحمكم الله مهلا رحمكم الله، قال تعالى ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ النحل: ١٢٥.
ثالثا: الصبر، قال تعالى ﴿واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا﴾ المزمل: ١٠. وقال لقمان الحكيم لابنه ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك﴾ لقمان: ١٧.
فلابد من هذه الثلاثة: العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده ولابد أن يكون الداعية المسلم متميز عن الآخرين بأخلاقه ورحمته وهيئته ومعاملاته .. فهذه الصفات تورث المحبة في قلوب الآخرين، وتجعلها تتقبل أوامر الله ﷿ وتنتهي عن نواهيه بقلوب راضية.
- لماذا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟
* النية الأولى:
١ - طاعة لأمر الله تعالى، قال ﷿ ﴿أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ النحل: ١٢٥. وقال تعالى ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ آل عمران: ١٠٤. ففي الآية بيان الإيجاب في قوله تعالى: «ولتكن» فهي أمر وفيها بيان أنه فرض كفاية فإذا قامت بها أمة سقط الفرض عن الآخرين ولكن الله تعالى خص القائمين به بالفلاح.
٢ - طاعة لأمر الرسول ﷺ حيث قال «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم:٤٩
٣ - اقتداء بالرسول ﷺ، قال تعالى لنبيه ﷺ: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾ يوسف: ١٠٨.
٤ - لنشر الإسلام فلولا الدعوة إلى الله تعالى لما وصل إلينا الإسلام وما عرفنا شيئا عنه.
٥ - لنصيحة المسلمين، وإنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لعقوبة الله تعالى وغضبه.
٦ - غيرة على انتهاك محارم الله تعالى.
٧ - لتجميع المسلمين على كلمة واحده.
٨ - طمعا في هداية الناس.
1 / 51