كان المستر باوندرباي رجلا أعزب، ترعى بيته سيدة عجوز، نظير أجر سنوي يدفعه لها؛ إنها مسز سبارسيت
Sparsit .. عاشت قبل ذلك أياما تختلف عن أيامها الحالية؛ إذ كانت زوجة رجل ثري، ولكنه مات فقيرا بعد أن أنفق كل أمواله على الخمر. بيد أنه كان لمسز سبارسيت أقارب من علية القوم. فلها عمة عظيمة، لا تزال على قيد الحياة، اسمها ليدي سيد جرز
Lady Seadgers .
لمسز سبارسيت أنف ضخم معقوف، وحاجبان كثيفان أسودان. ومع ذلك، فما زالت أنيقة المنظر، وأخلاقها محترمة جدا. وكان المستر باوندرباي يعاملها بأدب جم، احتراما لثرائها السابق.
يقول المستر باوندرباي لأصدقائه: «ورغم هذا، فكيف تصير الأمور أخيرا؟ إنها هنا تعمل بأجر مائة جنيه في العام، ترعى بيت جوزياه باوندرباي، أحد مواطني كوكتاون.»
بينما كان المستر باوندرباي يتناول طعام إفطاره على المائدة، قالت له مسز سبارسيت: «إنك تتناول طعام إفطارك ببطء، في هذا الصباح، يا مستر باوندرباي!»
قال: «لماذا يا مدام؟ إنني أفكر في وعد توم جرادجرايند السخيف، بأن يأخذ فتاة السيرك».
قالت: «تنتظر هذه البنت الآن، لتعرف ما إذا كانت ستذهب إلى المدرسة مباشرة، أم إلى بيت المستر جرادجرايند (ستون لودج).»
فقال المستر باوندرباي: «قلت لتوم جرادجرايند: إن بوسع هذه الفتاة أن تبيت هنا الليلة الماضية، ويمكنه أن يقرر ما إذا كان سيأخذها إلى بيته في هذا الصباح.» - «حقا، يا مستر باوندرباي، ما أصوب تفكيرك!»
انكمش حاجبا مسز سبارسيت الأسودان، عندما شربت قليلا من الشاي.
صفحه نامشخص