فقال قاسم بدهشة: وما وجه التشابه بين رفاعة العظيم وبيني أنا؟
وعندما هم بالعودة ودعه العجوز قائلا: احتفظ دائما بحجابي.
وعند العصر كان يجلس في الظل الممدود وراء صخرة هند، وإذا به يسمع صوت سكينة وهي تنادي: «نعمة » فوثب قائما ودار حول الصخرة فرأى الجارية واقفة عند رأس النعجة تداعب ذقنها. حياها بابتسامة فقالت بصوتها النحاسي: أنا ذاهبة في مشوار في الدراسة فمررت من هنا اختصارا للطريق.
فقال قاسم: لكنه طريق شديد الحرارة.
فقالت ضاحكة: لذلك سأستريح قليلا في ظل الصخرة.
وجلسا متقاربين في الظل حيث ترك عصاه. وقالت سكينة: عندما شهدت صنيعك بالأمس آمنت بأن أمك دعت لك من قلبها قبل وفاتها.
فتساءل مبتسما: وأنت ألا تدعين لي؟
فقالت وهي تداري نظرة ماكرة: لمثلك يدعي ببنت الحلال!
فقال ضاحكا: ومن ذا الذي يرضى براعي غنم؟! - الحظ يصنع العجائب، وأنت اليوم بمنزلة الفتوات من دون حاجة إلى سفك دماء! - أقسم إن لسانك أحلى من الشهد!
فرمقته بنظرة من عينيها الذابلتين وقالت: هل أدلك على طريق عجيب؟
صفحه نامشخص