آغاز پاییز: داستانی از یک بانوی شیک

رشا صلاح دخاخني d. 1450 AH
89

آغاز پاییز: داستانی از یک بانوی شیک

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

ژانرها

ليتك تعلمين مدى سعادتي بخطابك الذي كتبت فيه أن الطفل دون أدنى شك هو ابننا، وأنه لا يمكن أن توجد ذرة شك في ذلك! الطفل ينتمي إلينا ... إلينا وحدنا! ولا علاقة له به في شيء. لم يكن يمكنني أن أتحمل فكرة أنه يظن أن الطفل ابنه لولا أن هذا يؤمن موقفك. الفكرة تعذبني ولكنني قادر على تحملها لأنها تحميك وتضعك فوق الشبهات.

وبترو وتفكير عميق، كما لو أنها لم تكن قادرة على تصديق عينيها، أعادت قراءة السطور مرة أخرى، ثم وضعت يديها على رأسها بحركة تنم عن شعور مفاجئ بالوهن وبأنها قد جنت.

حاولت التفكير بصفاء ذهن. «لم ترزق سافينا بينتلاند إلا بابن واحد فقط، حسب علمي ... واحد فقط. ولا بد أن ذلك الابن كان ابن توبي كاين.»

لا يمكن أن يكون ثمة شك في ذلك. كل شيء كان مذكورا هنا كتابة. الطفل كان من صلب توبي كاين والمرأة التي ولدته هي سافينا دالجيدو. لم يكن ينتمي إلى عائلة بينتلاند ولم يكن أي من أحفاده ينتمي إلى عائلة بينتلاند ... ولا واحد منهم.

لم يكونوا يمتون إلى آل بينتلاند بصلة على الإطلاق باستثناء أن أحفاد سافينا وعشيقها كانوا قد تزوجوا من نخبة بوسطن حيث كانت دماء عائلة بينتلاند تسري في عروق كل أسرة هناك. لم يكونوا ينتمون إلى آل بينتلاند بصلة الدم ومع ذلك كان انتماؤهم إلى عائلة بينتلاند لا جدال فيه، من ناحية التصرفات ووجهة النظر والتقاليد. خطر على بال أوليفيا لأول مرة مدى فداحة وفظاعة تلك البيئة، تلك الأجواء التي سحرتهم جميعا ... كل هذه الغمامة من الإجحاف والعادات والتقاليد ومظاهر الغرور والمخاوف الصغيرة. كان عالما راسخا جدا، وقويا جدا، ومنيعا جدا لدرجة أنه جعل عائلة بينتلاند قائمة على أشخاص مثل آنسون والعمة كاسي، بل وعلى شخص مثل حميها. جعل هذا العالم عائلة بينتلاند قائمة على أشخاص لم يكونوا ينتمون إلى آل بينتلاند مطلقا. أدركت الآن القوة الكاسحة المفزعة التي كانت جزءا من المنزل العتيق. كانت متغلغلة في سائر تربة الريف الذي امتد فيما وراء نوافذها.

وفي خضم هذا الوعي، انتابتها نوبة مفاجئة للضحك، على نحو هيستيري؛ إذ كانت قد خطرت على بالها فجأة صورة آنسون ... آنسون وهو يبذل نفسه بالكامل في ذلك العمل المجيد المهول الذي كان من المقرر أن يعرف باسم «عائلة بينتلاند ومستعمرة خليج ماساتشوستس».

وتدريجيا، ومع تلاشي الصدمة الأولى قليلا، بدأت تعتقد أن قصاصات الورق المصفرة كانت أداة شيطانية ما، وسيلة ذات قدرة على تدمير عالم بأكمله. ما الذي كان يتعين عليها فعله بهذا الشيء؛ هذا الشعار الغريب لقوة تربح دوما في كل صراع بطريقة أو أخرى، مباشرة كما في حالة سافينا وعشيقها، أو من خلال الأخذ بالثأر ماديا أو معنويا كما هو الحال مع عقل العمة كاسي المتطفل الماكر البائس؟ وهناك أيضا القصة المبهمة لهوراس بينتلاند، وجنون العجوز المحبوسة في الجناح الشمالي، وحتى نوبات السكر المفاجئة الفظيعة تلك التي تحول رجلا رائعا مثل جون بينتلاند إلى شيء أقرب إلى وحش.

بدا وكأن ضوءا ساطعا يعمي الأبصار قد سلط على موكب الأسلاف الطويل. رأت الآن أنه لو كان من المقدر لكتاب «عائلة بينتلاند ومستعمرة خليج ماساتشوستس» أن يحمل أي قيمة بين طياته باعتباره حقيقة فلا بد أن تعاد كتابته في ضوء الصراع بين القوى التي مجدها الوغد المخمور توبي كاين وهذه القوة الرهيبة الأخرى التي بدا أنها كانت في كل مكان من حولها، تشكلها هي نفسها ببطء وفق قالبها. كان صراعا قديما بين أولئك الذين اختاروا أن يجدوا متعتهم في هذه الدنيا وأولئك الذين كانوا يبحثون عن الوعد المبهم بوجود مستقبل مجيد.

كان بوسعها أن تتخيل آنسون وهو يسطر في كتابه: «من الجيل الحالي، (1920 وما بعده) كساندرا بينتلاند سترازرس (السيدة إدوارد كاين سترازرس)، أرملة تميزت بتفانيها للكنيسة الأسقفية الأمريكية وللأعمال الخيرية والأعمال الصالحة. وهي تقضي فصل الشتاء في بوسطن وفصل الصيف في منزلها الريفي بالقرب من دورهام في أرض انتزعها من البرية البينتلاندي الأول، أحد المؤسسين المميزين للعائلة الأمريكية.»

أجل، من شأن آنسون أن يكتب تلك الكلمات بالضبط في كتابه. ومن شأنه أن يصف العجوز التي تجلس في الطابق السفلي آملة أن تنزل أوليفيا وهي تحمل أنباء عن مأساة جديدة ... تلك العجوز العذراء التي أفسدت حياة زوجها بأكملها واحتفظت بالآنسة بيفي المسكينة البلهاء أسيرة لها لما يربو على ثلاثين عاما.

صفحه نامشخص