آغاز پاییز: داستانی از یک بانوی شیک

رشا صلاح دخاخني d. 1450 AH
65

آغاز پاییز: داستانی از یک بانوی شیک

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

ژانرها

كانت تقول في نفسها إنها تتصرف كتلميذة حمقاء، ولكنها لم تستطع أن تحمل نفسها على التخلي عنه تماما. بدا لها أن إضاعتها لهذه الأمسيات السعيدة النادرة كانت أمرا لا يحتمل. وكانت أيضا تخشى من أن تصفها سابين بالحماقة . •••

ومع توديع أوائل الصيف واستقبال شهر يوليو، قلت زيارات السيدة سومز المسنة للعب البريدج أكثر فأكثر، وفي أوقات كانت سابين تتناول العشاء بالخارج أو تأوي إلى الفراش مبكرا، فتحرمهم من لعب البريدج ويخيم الهدوء المعتاد والمعهود على أجواء غرفة الجلوس في منزل عائلة بينتلاند ... وفي تلك الأمسيات كانت أوليفيا وسيبيل تلعبان لعبة السولتير في حين ينكفئ آنسون على مكتب السيد لويل متحسسا طريقه عبر متاهات تاريخ عائلة بينتلاند المحير.

وفي إحدى هذه الأمسيات، عندما أجهدت القراءة عينا أوليفيا، أغلقت كتابها، والتفتت إلى زوجها، ونادته. وحين لم يجبها على الفور تحدثت إليه ثانية، وانتظرت حتى رفع نظره إليها. ثم قالت: «آنسون، لقد عدت إلى ركوب الخيل مرة أخرى. أظن أنه نشاط مفيد لي.»

ولكن آنسون، الذي كان مستغرقا في تأليف الفصل الخاص بسافينا بينتلاند وصداقتها مع آنجر، لم يبد أي اهتمام ولم يرد بكلمة.

كررت قولها ثانية: «أذهب في الصباح، قبل تناول الإفطار، مع سيبيل.»

رد آنسون قائلا: «حسنا»، ثم أردف: «أظن أنها فكرة رائعة؛ لونك صار أفضل»، وعاد إلى عمله.

هكذا نجحت في أن تخبره بأن الأمور تسير على خير ما يرام فيما يخص سيبيل وأوهارا. واستطاعت أن تخبره دون أن تقول له صراحة بأنها ستذهب معهما وتمنع حدوث أي تطورات. لقد أخبرته أيضا دون أن تلمح إلى موقف المواجهة الذي أشعره بالخجل. بالطبع، كانت تعرف حينها أنه ليس هناك خطورة من حدوث أي تعقيدات، على الأقل أي تعقيد يمس سيبيل.

وبينما كانت جالسة والكتاب المغلق في حجرها، ظلت لبعض الوقت تراقب مؤخرة رأس زوجها؛ الشعر الرمادي الخفيف، والعروق البارزة بوهن تحت الجلد المجعد، والأذنان الصغيرتان جدا الملتصقتان بالجمجمة؛ في الواقع كانت ترى طوال الوقت رأسا آخر مرتكزا على عنق مفتولة العضلات، والبشرة السمراء المشرقة المتدفقة بالنضارة، والشعر الكثيف القصير واللامع؛ وشعرت برغبة غريبة، وبلا تفسير، في أن تبكي، وفي الوقت نفسه كانت تقول في نفسها: «أنا امرأة شريرة. أنا حتما سيئة.» وذلك لأنها لم تكن قد عرفت مطلقا ماهية الوقوع في الحب، وعاشت عشرين عاما تقريبا ضمن أسرة يشغل الحب فيها مكانة ضئيلة ومنسية.

كانت جالسة على هذا النحو عندما وصل جون بينتلاند أخيرا، بادي الشحوب والإنهاك أكثر مما كان طيلة أيام. سألته بصوت خفيض، حتى لا تزعج آنسون، عما إذا كانت السيدة سومز مريضة فعلا. أجابها العجوز قائلا: «كلا، لا أظن ذلك؛ تبدو بخير، مرهقة قليلا، هذا كل ما في الأمر. نحن جميعا نتقدم في العمر.»

جلس وبدأ يقرأ مثل الآخرين، متظاهرا بكل وضوح باهتمام لم يكن يشعر به؛ إذ ضبطته أوليفيا فجأة يحدق أمامه في نقطة تتخطى حدود الصفحة المطبوعة. لاحظت أنه لم يكن يقرأ على الإطلاق، وظلت تتردد في ذهنها مجموعة صغيرة من الكلمات - «مرهقة قليلا، هذا كل ما في الأمر، نحن جميعا نتقدم في العمر؛ مرهقة قليلا، هذا كل ما في الأمر، نحن جميعا نتقدم في العمر» - ترددت الكلمات مرارا وتكرارا بوتيرة رتيبة، كما لو أنها تنوم نفسها مغناطيسيا. ووجدت نفسها، هي الأخرى، تحدق في الفراغ بنفس الطريقة المفتونة التي يحدق بها الرجل المسن. ثم، فجأة، استفاقت على شخص يقف عند مدخل الباب يومئ برأسه إليها، وركزت نظرها، فأدركت أنها المربية، مرتدية روبا، واكتسى وجهها المسن بتعبير قلق. كان لديها سبب لعدم إزعاج الآخرين؛ إذ إنها لم تنبس ببنت شفة. وقفت في الظل، وأومأت برأسها؛ فنهضت أوليفيا في هدوء، وخرجت إلى الردهة وأغلقت الباب خلفها.

صفحه نامشخص