165

كان الرافعي نورا وسلاما، ومحبة ووئاما، فإذا سيم الدنية في دينه أو في أمته، وإذا تجهم الباطل لحقه، أو تطلعت المذلة إلى خلقه، ألفيت النور نارا تلظى، والسلم حربا تهيج، والحب بغضا ثائرا، والرحمة شدة حاطمة.

لبثت سنين طوالا أقرأ للرافعي ولا أراه، وأحبه ولا ألقاه، وأتحدث عنه معجبا، ثم أقول لمحدثي: هذا وجه ما سعدت برؤيته حتى لقيته العام في لجنة التأليف والترجمة والنشر وكأنا صديقان قديمان، ثم أتاحت الفرص لقاءه مرتين أو ثلاثا، كانت أخراها في دار هذه اللجنة، بعد أن كتبت مقالي عن كتابه وحي القلم، فعانقني وما توهمت أنه عناق الوداع، ثم افترقنا وما علمت أنه آخر العهد، وفرقة الدهر. رحم الله مصطفى الصادق، وجزاه عن لغته وقومه ودينه خير الجزاء، لا جرم سيحفظ ذكره بيان القرآن، وتاريخ العرب والإسلام.

شباب أم أماني ؟

3

يا زهرة في ضفاف الماء ناضرة

يهتز فيها جمال جد مفتون

وللنسيم على أوراقها عبث

ينشر الحسن فيه كل مكنون

تطالع الماء تبغي فيه صورتها

تردها الريح عنه رد مغبون

صفحه نامشخص