بخلوها عمن يحارب بها، فينبغى للملك أن يشحنها بالرجال الأنجاد ويتركهم بها يحفظونها إلى حين عودو كاسرا أو مكسورا، إلا أن يكون له مسلك اخر فلا يحتاج إليها.
ثم يجتهد في دخوله أرض العدو من التهجم على شرب مياه الابا والغدران والأحواض، فربما كانت مسمومه، ولذلك علامات يعلم به من تغيير لونه أو طعمه أو ريحه أو صعود هالة على وجهه كالقشرة أ غليان وحركة تكون فيه، فإذا أحكم ذلك وعلمه فليبادر إلى المنهل قبل سبق عدوه إليه فيظما، وربما كان العطش أحد أسباب الهلاك، وكذلك يحتفظ بالمناهل إذا كان عوده إليها لئلا يعقبه بعده من يفسدها، فاذا عاد وهو ظمان لا يجدها. وكما قلنا أنه يحترز من قلة المياء ومضرتها، فكذلك يحترز من كثرتها، فربما كانت الطريق على سباخ وأرض رخوة وفتحت المياه إليها فيهلك من يتوسطها. كل هذا ينبغي لوالي الحرب أن يفعله وينظر فيه ويعلم تفاصيله، كما يجب على المريض تقدمه المعرفة بمواد تفاصيل المرض وأسبابه وبحارينه والعوارض التي تتوقع فيه وإنذاراته قبل علاجه ومداواته.
صفحه ۳۳۲