فصل
والذي يجب تقديمه أن الملك أو والى الحرب يجب أن يتخير ذوي الشجاعة والحمية وأهل الدين والعصبيه، فيوظف لهم الوظائف، ويوسع عليهم النفقات، ويحسن إليهم بما يقوم بصالح شانهم ونفقاتهم لعيالهم ودوابهم، والقيام بمصالح خدمهم وأتباعهم وسلاحهم وكراعهم، م يومر عليهم من اهل لغتهم من جادت سياسته وحسنت سيرته وامنت غائلته، نم يزيد تقديمه وإحسانه لمن ظهرت شهامته ورجحت بسالته، وكان صبره وثباته أكثر من تهوره وإقدامه، فان ذوي الجرأة والإقدام يتورطون في المهالك والاهوال، فيجب أن يكونوا تابعين لا متبوعين. قال المتنبى: الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهى المحل الثان فاذا هما اجتمعا لنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان
وينبغى للملك أن ينصب لأهل الحرب قصاصا وخطباء يذكرونهم الحرب والوقائع الماضية، والغزوات السالفة، ومواقع الشجعان ومصارع الفرسان، وما وعد الله للشهداء والمجاهدين من الثواب في دار النعيم، وإن أمكن الوالى أن يفعل ذلك بنفسه فلا باس فإنه مما يؤلف الهمم ويفوي العزائم ويشد نفوس أهل الحرب.
صفحه ۳۳۰