الباب الثالت
في الفروسية والركوب
ينبغى لمن أراد الفروسيه إذا كان ميتدئا أن يتدرب عليها، فأول ما يبتدىء بالخفة في الوثوب والنزول، ثم يتدرب على ركوب الفرس العربي العري بلا عدة سوى الرسن، فانه إذا لم يحكم ذلك ربما دهمه أمر يعجله عن الإسراج والإلجام، وتكون الخيل عنده فلا يقدر على ركوبها، فيؤخد و يقتل، فمن عزم على ذلك فليتخذ فرسا عربيا مرتاضا، فيطرح عليه جلا ويوثق رباطه في المحزم واللبب، حتى لا يميل إلى جانب، وليقف عند يسار الفرس ويضع يده على رأس منكبه عند طرف المعرفة وقد أخذ بها العنان ويثب عليه وثوبا مستويا، ويميل ظهره ويجعل اعتماده على شد الفخذين، فهو أصل الثبات. ومن كان لا ينهض للوثوب فيثب على فرس قصير آياما حتى تخف نهضته، آو يجعل الفرس في وهدة نم يتدرج على أعلا من ذلك حتى يتدرب ويسهل عليه .
ورأيت كثيرا من الفرسان يثبون على الفرس وعليهم الدروع أو الجواشن ملبس، فإذا أحكم رشاقة الوثوب واستواء الجلوس حتى يبهى كما قال المتنبي
صفحه ۳۰۴