الصلاحية، وتلك المعانى البديعة والألفاظ السهلة المنيعة. وأما الصابي(1) فانه كان على غير دين الإسلام، وتجري ألفاظ القران الحكيم والأحاديث النبوية فى ألفاظه وكتابته . ويستحب من جميع ما ذكر ما قل ودل ف رشاقة الألفاظ، وحلاوة المعانى، وفصاحة الاعراب، وطلاوة السجع، وخفة الاشارة، وجودة العبارة، وقرب المعنى، وبلاغة الكلام، وحسن الخط، وكفاية الجواب، ومقنع التوقيع
وكانت للفرس وملوكها الأكاسرة تواقيع صحيحة المعاني جزلة العبارة بالفارسية، وقد ترجمت بالعربيه فذهبت جزالتها وبقيت معانيها، فمن ذلك توقيع في رقعة شاك من بعض الولاة ما معناه لا تقهر من دونك، فانك الضعيف يقهرك من فوقك فانه القوي. ووقع لمحبوس طال سجنه لو سجنت نفسك عن نيل الهوى لم يطل سجن جسمك.
وهذا مثل توقيع بعض وزراء بني العباس تجرع مرارة الادب كما أشغت حلاوة الارب. ورفعت قصة إلى الصاحب(2) يسال فيها ولاية عمل، فوقع إن احتجنا إليك صرفناك، وإلأ أحسنا إليك وصرفناك. ووقه بعض الملوك في مؤامرة من طلب له الامان يومن ولا يومن. ووقع المنصور الى عامل له شكا منه بعض الرعية اكفني أمرهم وإلا كفيتهم أمرك. ومثل هذا كثير.
صفحه ۱۵۴