لما جاء إلى دار أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) بمكة ووقف ينتظره ألصق منكبه ومرفقه بالحائط فغاص المرفق بالحائط في الحجر وأثر فيه، وبه سمى الزقاق زقاق المرفق. ا.ه. ملخصا من فتح المتعال للمقري. وذكره أيضا قطب الدين الحنفي في الإعلام بأعلام بيت الله الحرام في الخاتمة التي خصها بالأماكن المجاب فيها الدعاء بمكة فقال: إنه صفحة حجر مبني في جدار في وسطه حفرة مثل محل المرفق يزوره العوام ويزعمون أن النبي
صلى الله عليه وسلم
اتكأ عليه فغاص مرفقه الشريف فيه، ثم قال: «وما رأيت في كلام أحد من المؤرخين من حقق شيئا من ذلك، والله أعلم بحقيقته»
13 ، ورأينا أيضا في موضعين من هذه الخاتمة أن بالجبل المقابل لثبير الذي بلحفه مسجد الخيف غارا يقال له غار المرسلات لنزول سورة «والمرسلات» به، تزعم العامة أن سقفه لان لرأس النبي
صلى الله عليه وسلم
فأثر به تجويفا بقدر دورة الرأس فيضع الناس رءوسهم في هذا الموضع تبركا، ثم ذكر أنه لم يقف على خبر يعتمده في ذلك. قلنا: ذكره التقى الفاسي في شفاء الغرام والجلال السيوطي في الخصائص الكبرى عن أبي نعيم ولكن بلا سند، وقد بقي هذان الحجران مقصودين بالزيارة إلى زماننا هذا، وذكرهما العلامة إسماعيل الحامدي المالكي أحد علماء الأزهر المتوفي سنة 1316 في الرحلة الحامدية إلى الأقطار الحجازية، وهي في حجة سنة 1297ه، فقال: إنه زارهما وإن حجر المرفق كان قريبا من الصاغة، وذكر حجرا آخر زاره في الطريق التي بين مكة والتنعيم، قيل: إن النبي
صلى الله عليه وسلم
أسند ظهره إليه فلان وغاص
14
فيه، وذكر حجرا آخر قيل: إن عليه أثر كفه
صفحه نامشخص