آثار مصری در ادب عربی

احمد احمد بدوی d. 1384 AH
99

آثار مصری در ادب عربی

الآثار المصرية في الأدب العربي

ژانرها

وقد أنشأ شوقي في هذا الهيكل قصيدة خالدة، سيظل فيها خالدا ما بقي الزمان، كما خلدت قصيدة البحتري إيوان كسرى.

وهو في مطلع قصيدته يطلب إلى رائد هذا الأثر الخالد الذي أحس به الشاعر عالي القدر، رفيع المكانة كالثريا في السماء، أن يدخل الهيكل خاشعا، خافض الطرف، يملؤه الجلال والمهابة، فيقول:

أيها المنتحي بأسوان دارا

كالثريا تريد أن تنقضا

اخلع النعل، واخفض الطرف، واخشع

لا تحاول من آية الدهر غضا

ويصف شوقي هذا الأثر الجليل، فيرى بعضه قد أمسك ببعض، كأنها قد خافت الغرق فأرادت أن يسند بعضها بعضا. إن قصور أنس الوجود يبدو بعضها ويخفى بعضها الآخر، في روعة وجمال كأنها العذارى السابحات.

إنها اليوم مشرفة على الزوال، وكانت من قبل تنهض رافعة الرأس في فخر وتيه تعلو كواكب السماء. لقد قدمت وتقادم العهد بها، ولكن الفن الذي يتجلى فيها لا يزال غضا ناضرا كأول العهد به، فرب نقش في هذا الأثر ، كأنما انتهى الصانع أمس من إتمامه، ورب طلاء لا يزال زيته مضيئا مشرقا، وخطوط دقيقة كأهداب العين وقد صنعها، وحسن طولها وعرضها، ورسم ضحايا قد أتقن صنعها إلى درجة أن الله لو نفخ فيها من الروح لصارت أحياء تمشي، ومحاريب كأنها الحصون بناها قوم لهم عزمات الجن، وحجرات كان المسك يفت في أرضها، واليواقيت تزين أرضها، فأبدلت بذلك التراب والحصى.

إن التخريب حظ هذه القصور في يومها، في حين أنها كانت بالأمس يصرف الملوك منها حظوظ الناس، فيرفعون ويضعون، حتى أصبح النحس الخالص من نصيبها.

ويختم شوقي هذا الجزء من قصيدته بصيحة إعجاب من هذه الصنعة التي تملأ العقول بالدهشة، ومن هذا الفن الذي كان فرضا على المصري أن يتقنه. واستمع إلى شوقي إذ يقول:

صفحه نامشخص