آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد

Midhat al-Firaj d. 1435 AH
81

آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد

آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد

ناشر

دار الكتاب والسنة،كراتشي - باكستان،مكتبة دار الحميضي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

المبحث الأول: العقل فيه وجوب التوحيد والبراءة من الشرك: قال القرطبي في قوله تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) (١) "أجمع العلماء على أن: هذه الآية من المحكم المتفق عليه، ليس منها شيء منسوخ، وكذلك هي في جميع الكتب؛ ولو لم يكن كذلك لعرف ذلك من جهة العقل، وإن لم ينزل به الكتاب" (٢) أ. هـ. وقال ابن القيم: "قال تعالى: (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) (٣). ولم يقل: إلهكم، والرب: هو السيد والمالك والمنعم والمربي والمصلح، والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها، فلا شيء أوجب (٤) في العقول والفطر من عبادة من هذا شأنه وحده لا شريك له (٥) أ. هـ. وقال ﵀ في قوله تعالى (وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) (٦): "أخرج الحجة عليهم في معرض المخاطبة لنفسه تأليفًا لهم، ونبه على أن عبادة العبد لمن فطره أمر واجب في العقول، مستهجن تركها، قبيح الإخلال بها؛ فإن خلقه لعبده أصل إنعامه عليه، ونعمه كلها بعد تابعة لإيجاده وخلقه. وقد جبل الله العقول والفطر على: شكر النعم، ومحبة المحسن. ولا يلتفت إلى ما يقوله نفاة التحسين والتقبيح في ذلك؛ فإنه من أفسد الأقوال وأبطلها في العقول والفطر والشرائع" (٧) أ. هـ.

(١) سورة النساء، الآية: ٣٦. (٢) الجامع لأحكام القرآن (٥/ ١٨٠). (٣) سورة البقرة، الآية: ٢١. (٤) الوجوب هنا بمعنى: استحالة قبول العقول المجبولة من قبل فاطرها لعبادة غيره - سبحانه - ولو لم يرد بذلك شرع، ومن ثم كان العقل حجة مستقلة في بطلان الشرك. (٥) بدائع التفسير (١/ ٢٨٨). (٦) سورة يس، الآية: ٢٢. (٧) بدائع التفسير: (٣/ ٤٧٧).

1 / 89