آثار البلاد وأخبار العباد

زکریا قزوینی d. 682 AH
92

آثار البلاد وأخبار العباد

آثار البلاد وأخبار العباد

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

وحكي أن الإسكندر لما فتح تلك البلاد ودخل هذا البيت أعجبه، فكتب إلى أرسطاطاليس وأطنب في وصف قبة هذا البيت فأجابه أرسطو: إني رأيتك تتعجب من قبة عملها الآدميون، وتدع التعجب من هذه القبة المرفوعة فوقك، وما زينت به من الكواكب وأنوال الليل والنهار! وسأل عثمان بن عفان عبد الله بن عامر عن السند فقال: ماؤها وشل، وتمرها دقل، ولصها بطل! إن قل الجيش بها ضاعوا وإن كثروا جاعوا! فترك عثمان غزوها. وبها نهر مهران، وهو نهر عرضه كعرض دجلة أو أكثر، يقبل من المشرق آخذًا إلى الجنوب متوجهًا نحو المغرب، ويقع في بحر فارس أسفل السند؛ قال الاصطخري: نهر مهران يخرج من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون، ثم يظهر بناحية ملتان على حد سمندور، ثم على المنصورة ثم يقع في البحر شرقي الديبل، وهو نهر كبير عذب جدًا، وان فيه تماسيح كما في نيل مصر، وقيل: إن تماسيح نهر السند أصغر حجمًا وأقل فسادًا. وجري نهر السند كجري نهر النيل، يرتفع على وجه الأرض ثم ينصب، فيزرع عليه كما يزرع بأرض مصر على النيل. سومناة بلدة مشهورة من بلاد الهند على ساحل البحر بحيث تغلبه أمواجه. كان من عجائبها هيكل فيه صنم اسمه سومناة، وكان الصنم واقفًا في وسط هذا البيت لا بقائمة من أسفله تدعمه، ولا بعلاقة من أعلاه تمسكه، وكان أمر هذا الصنم عظيمًا عند الهند، من رآه واقفًا في الهواء تعجب، مسلمًا كان أو كافرًا، وكانت الهند يحجون إليه كل ليلة خسوف، يجتمع عنده ما يزيد على مائة ألف إنسان، وتزعم الهند أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه وهو ينشئها في من شاء، كما هو مذهب أهل التناسخ، وان المد والجزر عبادة

1 / 95