Aswaaq Al-Arab fi al-Jahiliyyah wa al-Islam
أسواق العرب في الجاهلية والإسلام
ناشر
-
شماره نسخه
-
ژانرها
مسيرنا هذا لعلى خطر، ما قدومنا على ملك جبار لم يأذن لنا في القدوم عليه، وليست بلاده لنا بمتجر؟ ولكن أيكم يذهب بالعير، فإن أصيب فنحن براء من دمه، وإن غنم فله نصف الربح؟ "
فقال غيلان بن سلمة: "دعوني إذًا فأنا لها". فدخل الوادي فجعل يطوفه ويضرب فروع الشجر ويقول:
ولو رآني أبو غيلان إذ حسرت ... عني الأمور إلى أمر له طبق
لقال رعب ورهب يجمعان معا ... حب الحياة وهول النفس والشفق
إما بقيت على مجد ومكرمة ... أو أسوة لك فيمن يهلك الورق
ثم خرج في العير، وكان أبيض طويلا جعدا ضخما، فلما قدم بلاد كسرى تخلّق ولبس ثوبين أصفرين وشهر أمره وجلس بباب كسرى حتى أذن له، فدخل عليه فخرج إليه الترجمان، وقال له: "يقول لك الملك: ما أدخلك بلادي بغير إذني؟ " فقال: "قل له: لست من أهل عداوة لك، ولا أتيتك جاسوسا لضد من أضدادك، إنما جئت بتجارة تستمتع بها، فإن أردتها فهي لك، وإن لم تردها وأذنت لي بذلك رددتها". فتكلم كسرى فلما سمع صوته غيلان سجد، فقال الترجمان: "يقول لك الملك: لم سجدت؟ " فقال: "سمعت صوتا عاليا حيث لا ينبغي لأحد أن يعلو صوته إجلالا للملك، فعلمت أنه لم يقدم على رفع
1 / 120